لماذا لا نمنح الآخر...؟!
ضوء خافت قد غُيّب عن أرواحنا..
وهاهو الآن يتلاشى شيئا فشيئا إلى أن تتعفن الذات وتذوب النفس في هوى الأنانية والغطرسة..
كم هو جميل هذا الضوء عندما ينمو ويزدهر ويتكاثر حتى يُشعل لنا فتيلة التقدير والإحترام والإعتراف بالجميل،، فبسمو القيم نتلاحم، وبالحب نرتقي، وبالضمير الحي ننتشي، وبالأنفس المتعففة ننتصر،
وبالمبادئ الطيبة تستعيد الذات تقديرها وقوتها، وبإتقان العمل نحقق التكامل إلى مراتب الشرف العليا.
دعونا نلقي نظرة فاحصة على ذاك المُجتهد ذو العقلية الناضجة والفكر المبدع الذي أفنى حياته بتقديم جل مالديه من قدرات فائقة ولم يجد أبوابا يطرقها ليكمل طريقه ولا من يقدم له يد العون والتشجيع ليعتلي سلم النجاح، نراه أسفاً تُغتصب حقوقه ويتلقى الاهانات الفكرية والشعورية ويُطمس علمه في صفحات النسيان ويدرج عمله في القائمة السوداء.. ويُهمش في مجتمعه بلا رحمة..
والأمثلة بصورها المتعددة تتكرر كل حين في المنزل والمدرسة والمستشفى والشارع... حقيقة انه واقع فعلي مُدمر.. بات عدم التقدير والاحترام قضية بلا قانون يراعي ابسط الحقوق،،
الى متى سيكون هذا الإنحطاط الشعوري في البذل والعطاء والإرتقاء بالآخر.. إلى متى يعيش هؤلاء في عالم مبتور من الأنا والإستغلال والإنحدار الروحي؟؟
اتسائل كيف لو أن الإنسان اعتاد ثقافة التقدير والشكر لأبسط مايقدم إليه، كيف أن المجتمع يولد واعيا إيجابيا بناءا راقيا طموحا يداً بيد لتتبارك أرواحهم وتُزكى أعمالهم ويتدفق السلام والرضا إلى نفوسهم.
معاً يا أحبائي.. بيننا فقط خطوات بسيطة لخلق جوٍ جميلٍ ملئه الحب والتقدير ليصنع الكثير من الإنجازات في حياتنا أجمع.
وكم أتمنى أن يصل صدى هذه الكلمات لأصحاب النفوس الضريرة التي أجحفت بحق نفسها وغيرها، لعلها يوماَ ما تُبصِر نور العطاء وللعقل تُمنح شرف الصفاء وللقلب ترتوي برقة الإحتواء..
ومصداقاَ ل «خير الناس أنفعهم للناس».. ما اروع أن نبث الحياة لروح ملّت ونتدارك أقداما زلّت وأفكار في ميامه الحياة ظلّت، بكلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء..