أوقفوا العنف!!
معارك طاحنة في بيوتنا كل يوم لا تتوقف، قد تختلف الصور والمشاهد بين الحين والآخر إلا أن الأس الجامع لها يتلخص في مفردة واحدة هي: «العنف»، العنف هو الداء المتورم الذي يستشري كفيروس فتاك لا يعرف التوقف.
في حياتنا فقدنا باقات الحب والمودة، فقدنا مسحة الرأس على الطفل الصغير، فقدنا حنان الأمهات وعطف الآباء على أبنائهم، والبديل في أفضل الظروف هي: «العصا الغليظة».
نكرر دائماً: «من لا يرحم لا يُرحم»، «إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» فإذا كنا الحلقة الأقوى تحولنا إلى: نمرود، وفرعون، وهامان، وجنودهم البغاة، قساة نحن بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فمظاهر العنف المتنوعة ماثلة في الأذهان في الأسرة والمجتمع في حق الطفل والمرأة وحتى الوالدين.
كرسنا في أدمغة الصغار الشقاوة والشيطنة وتبخرت البراءة منذ نعومة الأظفار، فالرسوم المتحركة اليوم اختلفت عما كانت عليه بالأمس، فهي لا تغذي غير: «الحرب والضرب»، فنقلوا ما يشاهدون على أبدان أقرانهم فالفراشة التي كانت بالسابق أضحت تنيناً لا ينفث غير اللهب.
فيا ترى من المسؤول وكيف العلاج؟، كلنا يتحمل شطراً من المسؤولية ولا مجال للتراشق، والحل يكمن في تعاليم الإسلام، فرسول الرحمة يغذي الحسنين قبلاته وعاطفته ليعلمنا فن التراحم والعطف، الدين يرفض العنف ولا يبدأ اعدائه بقتال، ويكره البداوة والقساوة، فهلا سلكنا طريقه؟
في مجتمعنا نشاهد صوراً متعددة لمظاهر العنف تقودها عصابات مافيا مسكوت عنها يمارسون الاعتداء نهاراً جهاراً بالقتل وترويع الآمنين وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح، شباب في عمر الزهور خسرناهم والحل هو أن نوقف كرة الثلج لانتزاع العنف من جذوره.
كفاءات المجتمع حينما تتلاحم ستجسر طريق الحل المناسب لإيقاف شلال العنف، فهل سنقف مكتوفي الأيدي أم إننا من سيعلق الجرس؟!، السكوت لا يحل المشاكل بل يفاقمها، ولحظة التنوير تبدأ بإدارة العجلة نحو طريق النور.