لأمانة الصحفية مطلب أخلاقي
في ظل هذا التزاحم الكبير في الدائرة الإعلامية التي تعيشها المنطقة بكل أبعادها الجغرافية ووجود قنوات التواصل الاجتماعي جنباً إلى جنبٍ مع الشبكات الإخبارية مما يدلل على قفزةٍ نوعيةٍ لها كل الفخر والاعتزاز إلا أن ثمة ظاهرة تقتحم البيئة الإعلامية يجب الوقوف عندها ودراستها بجدية لما لها من آثارٍ سلبيةٍ تجعلنا نتخبط في خدمة مجتمعنا إعلامياً، وتقذفنا ناحية الإعوجاج، أو بالأحرى ناحية سلب الآخرين جهدهم، ونبض مشاعرهم، وفيض أفكارهم وتطلعاتهم.
كنا في الجامعة ذات محاضرةٍ تناول الدكتور فيها موضوع السرقات الشعرية في الأدب العربي مما استفز تفكيري، وأثار تساؤلات كثيرة استقرت في ذاكرتي أراها تتجاذب خيوط الذكريات الآن، لأعيد التساؤل عينه، ما الدافع الذي يجعل الإنسان يتسلق على أكتاف الآخرين، وينسب جهدهم لذاته، كنت سابقاً «اتحرطم»، حقاً، إنها ظاهرة ليست وليدة اليوم ولن تنتهي اليوم، ربما، ربما هناك مبررات وراء هذه التصرفات إذا ما اختصت بالجانب الإعلامي كما هو حالنا، ومن أهم هذه المبررات أن المادة الإعلامية قد تصل إلى عددٍ من القراء أكبر إذا ما نسبتها لشخصك، هنا، النية لا نناقش فيها وليس من حقنا التشكيك في نيات الآخرين حيث إنه مخالف للمنطق ولكن أليس من الأحرى بمكانٍ أن يتم التواصل مع الكاتب / الكاتبة وأخذ الإذن منهما، والاتفاق على آليةٍ معينة، ليكون العمل الصحفي يتسم بالأخلاق المهنية.
إن العمل الإعلامي دهاليزه غريبة جداً، عالم مليء بالمفاجآت، كأنك تجلس صباحاً لتتناول فطورك المعتاد، وكوبا ًمن النسكافيه، فتجدك جالساً على مائدةٍ في طرفها الأيمن سمك «هامور» وفي طرفها الأيسر «كوكتيل» عندها فقط «تنسد نفسك»، ويكون صباحك لا طعم له ولا لون.