فكرة مجنونة .. وأكثر الجنون فيه تعقل
في عالم مزدحم بالأفكار عبر ظلال هنيئة لطيفة، أو فوضوية..
وقف متشدقاً بخطاه يُعرب عن فكرته المجنونة التي وصفها البعض بالجنون حين أدلى بها ذات مساء..، لا أعلم كيف تشربت فكرته بكلي، وأخذت أبحر في دلالتها أياماً وأيام، أسرح خصلة شعرها - القطيف - لأصيغ تسريحة تُضفي على ملامحها هالة جمالية أروع.
وكانت فكرته كالتالي ”في كل مجتمع إنجازات تحتضن مواهباً واعدة لأبنائه وبناته تساهم في الرقي والتطور وبالضرورة تحتاج إلى دعم مادي يكون بمثابة السفين الذي يسير بها ناحية الشواطئ الغناء، والقطيف قطيف العطاء والإبداع والتميز مزدهرة برجال الأعمال الذين لا يبرحون يحتضنون مجتمعهم دعماً مادياً ومعنوياً، لذلك أقترح تواضعاً تشكيل لجنة اقتصادية لدعم هكذا إنجازات واحتضان هكذا مواهب“ انتهى اقتراحه، قذفه في عالمي الخجول وانصرف - لماذا يا سداح بن سدحان دائماً تدخلني مدائن التيه، ترفق بقلبي قليلاً -.
أغمضت عيناي برهة، اجتاحني الخيال لأكون بعيداً بعيداً عن الواقع، ماذا سيكون حالنا لو كان اقتراحه فعلياً على أرض الواقع معشعشة زواياه، نشوة من حنان أحسها الآن تلامس جسدي، وهزة وجدانية تعانق عاطفتي...
لنتأمل قليلاً في فكرة سداح بن سدحان..
إن وجود لجنة بهذه الهدفية لها من الإيجابية الكثير والتي نختصرها تواضعاً في الآتي:
أولا: إن هذه اللجنة ستساهم بشكل قوي في تحقيق إنجازات كبيرة حيث الدعم المادي يمثل رافداً قوياً في وجوده وعائقاً كبيراً في عدم وجوده.
ثانيا: إنها ستخفف الحمل على البعض من رجال الأعمال والداعمين حيث الدعم سيكون موزعاً على أكثر من جهة داعمة ضمن خطة استراتيجية تتبعها هذه اللجنة، وهذا سيضمن لها الاستمرارية، ويبعدها عن العجز خطوات خطوات.
ثالثا: ستكون هناك ثقافة اقتصادية داعمة ستأخذ طريقها المعرفي والذاتي في العقل الاجتماعي يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل في كيفية الدعم وماهيته.
رابعا: سيكون إذا ما توفرت هذه اللجنة لغة استراتيجة هي «خط الاستواء» في ما يخص الدعم بدلاً من التخبط والعشوائية التي تستنزف الجهد والأموال هنا أو هناك حيث سيرافق الدعم دراسة جدوى لأي جهة، أو عمل يراد دعمه.