حب الذات وصناعة المكياج
المتبهرجون في مقابل المتبرجين مفردتان ندخلهما رغبة في مادة الرياضيات مع كوني لا أعشق الأرقام ولا أتعايش معها إلا أن ما يسمى بالقاسم المشترك يستهويني لحد الثمالة.
يا ترى ما هو القاسم المشترك بين المتبهرجين والمتبرجين؟
قد يتفق البعض وقد يختلف البعض في أن البهرجة الاجتماعية أصبحت اللغة العقيمة التي يتعامل بها البعض ولن أقول الكثير كي لا تقوم الدنيا وتقعد « فأنا مسكين ولا قوة لي في مواجهة الكروش المنتفخة »، إذاً نكتفي بإطلاق كلمة البعض « يا حلاتي كذا أجنن »، نعم إن البعض أفسد قيمة العمل الاجتماعي التطوعي حين أدخله في قمقم الرقص على أوتار عاطفته ليهز خصره المتدلي نشوة ولذة ليصبح التغني بالعمل الاجتماعي التطوعي ديدنه الذي ما انفك يعانقه.
وتأتي مفردة المكياج بكل ألوانها لتضفي جمالاً خادعاً في ملامح أنثى فاقدةٍ كل مقاييس الجمال الروحي والجسدي، يا لها من مصيبةٍ ألمت بنا ذات خداعٍ لا يطاق، غذونا نترنح في التلاعب بمشاعر الآخرين، ونجتر الأهواء في استجلاء حكايات قيسٍ وليلى، نغمس ذواتنا كقطعة خبزٍ في حبيبات الحليب ولا نشعر بأن الحليب فقد عنصر السخونة والخبز استفحلت فيه العفونة فلا ذاك صالح ولا هذا صالح.
إن المكياج في حد ذاته ليس عيباً وقد يظن القارئ العزيز بأننا نمقته، أو نعيبه حيث أوردناه هنا في معادلة القاسم المشترك وإنما القارئ الحذق لا يعوزه اكتشاف المعنى المراد « كم أحبك أيها القارئ الحذق ».
إن المتبهرجين والمتبرجين لا يلازمهم الفرق اقتراباً، فكلتا المفردتين لها علاقة بالأخرى من ناحية أن ذاتيتهم واحدة، وكلتاهما يستنزف الوقت والجهد والمال لإظهار الجمال الخارجي الخداع، وبكل صراحةٍ قد لا تروق للبعض فإن القاسم المشترك بينهما انعدام النية الصادقة « أنا لا أتحدث عن النيات وتحليلها » ولكن من يسعى للأضواء وتلميع وجهه ليزداد لمعاناً تبرز النية في الآفاق جلية فقد وورد عن أمير المؤمنين علي قوله: « تحدثوا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه، أو طيلسانه » كما ورد في جهةٍ أخرى عنه، فحينما يُغسل الوجه المتبرج تظهر فضيحة أخرى تضاف لقبح المتشبهين المتملقين الذين اتخذوا من العمل الاجتماعي التطوعي وسيلة كأسماء الإشارة في اللغة العربية تشير وتدلل على معنى معيناً أرادع الكاتب من صياغة جملته، حينها نبصر أننا نمشي بعكس السير « ريوس يعني ».
همسة: « أحبتنا ذوو العمل الاجتماعي التطوعي إن المجتمع يعشق العمل التطوعي فلطفاً لا أمراً ممكن تحتضنون مجتمعكم بكل الحب وبكل الصفاء كي نبتعد عن الأنانية قليلاً، ونخدم مجتمعنا كالإنسان البسيط ».