الدورات بين الواقع والطموح
إن إقامة الدورات التدريبية يعتبر رافداً من الروافد التعليمية والذي يهدف إلى صقل المواهب وتنميتها. وتبرز أهمية الدورات في منح المتدربين والمتدربات التقنيات العلمية والمهنية وإثراء عقولهم عبر تقديم مهاراتٍ ومعارف جديدةِ لهم كل في تخصصه، ليكن أدائهم احترافياً، وتكون النتائج والمخرجات نوعية. فقد أصبحت الدورات مقصداً إلى تطوير أدوات الفرد والأخذ بيده إلى تنمية قدراته ومواهبه التي منحها الله سبحانه وتعالى له.
إن الاهتمام بإقامة الدورات التدريبية للشاب والشابة في القطيف يهيئ البيئة لإحراز الإنجازات. فكم من أبناء القطيف وبناتها من أحرز مراكز أولى محلياً ودولياً وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد حقق الفنان الفوتوغرافي محمد الخراري الميدالية الذهبية في مسابقة سدني الدولية للتصوير عام 2013 م. إذاً الدورات هي بمثابة الأرضية الصالحة التي تنبت عبرها الأزهار ليفوح عبيرها وتُسكب نداوتها في الأرجاء.
يزداد عدد المستفيدين من النوادي الموسمية في كل عامٍ بالقطيف. وهذا مؤشر على الرغبة العارمة والحاجة الملحة التي تكتنف الشاب والشابة في سبيل الالتحاق بالدورات التدريبية لما لها من أثرٍ طيبٍ يؤتي أكله في قادم الأيام، فالنادي الموسمي بالقديح يستقطب في عامه الثاني 700 متدرب والنادي الموسمي في سيهات يستقطب 150 متدرب وموسمي الخويلدية يستقطب 125 متدرب، يقول مدير النادي الموسمي بالقديح سعيد المطرود: « إن النادي الموسمي يُعد رافداً من روافد المنطقة إذ تشحذ فيه الهمم والطاقات وتتنوع فيه الفعاليات التي تنمي المواهب وتصقلها، فطلة سريعة على الأرقام التي قُدمت يكشف مدى تفاعل المجتمع مع مثل هذه الفعاليات ». لهذا فإن المجتمعات التي تولي « الدورات » أهمية فإنها مجتمعات منتجة، وتتمتع بمخرجاتٍ نوعيةٍ ويكون أفرادها ذو فعالية.
إن بعض الجمعيات الخيرية لا تُعري الدورات أهمية كبرى فهي فاشلة ضمنيا. ً حيث تتجاهل بعض جمعياتنا الخيرية إقامة الدورات للكوادر العاملة ضمن لجانها وأروقتها الخدمية لرفع مستوى الأداء لهم، فعندما اقترحت على إحدى الجمعيات الخيرية إقامة دوراتٍ للعاملين لم يلقى الاقتراح آذان صاغية « يمكن لأنها مجانية، أقول يمكن ». لهذا فإن بعض الجمعيات الخيرية في القطيف تعانق البلادة « مكانك سر » في ما يخص تطوير قدرات العاملين تحت إدارتها « لعلهم وصلوا لمرحة الاكتفاء الذاتي ».
للأسف بعض المؤسسات الاجتماعية والمراكز في القطيف التي تهتم بعمل الدورات تمارس الاستغلال المادي. فتقوم بعمل دوراتٍ بعائدٍ مادي لا يراعي المستوى المادي للأغلبية في المجتمع مما يفرض المشاركة على فئةٍ بعينها دون باقي فئات المجتمع. وعليه ينبغي السعي الحثيث في تقنين الجانب المادي.
إن الدورات التدريبية مهمة جداً لأي مجتمعٍ ينشد التطور والتألق. ولا يخفى مدى فعاليتها على أحدٍ والقطيف بها أناس أخذوا على عاتقهم إقامة الدورات هنا وهناك ولكن تظل الأمنيات أكبر من الواقع، والعوائق ديدن الحياة. لهذا نقترح تواضعاً إنشاء مركز للدورات على مستوى محافظة القطيف وقراها يحتضن جميع فئات المجتمع ويقدم الدورات مجاناً.