هنا أمةُ التوحيد بانت ثُغُورُها
هنا أمةُ التوحيد بانت ثُغُورُها
وأظلم في بِكر الصباحات نُورُها
ومذ شدَّ ذاك الرجس غدراً بسيفِهِ
تجلببٓ أثواب الرحيل أميرُها
فيال انفراج الجرح في أم رأسهِ
انفراجاً يحاكي أمةً هُدَ سُورُها
ليحكي مُصاب الدين ما بين أمةٍ
يأم بها بعد الأمير كفورُها
هنا دوحةُ التوحيد جفت وأقفرت
وماتت بقلب التُرب صبراً بُذورُها
وحيث اندراسُ العدل ظلماً تقدمت
تجُر قوافِ الشِّعر حُزناً صُدورُها
هنا غابت الألطاف من حيث أشرقت
وقد كان من بيت الإله صُدورُها
فيا مسلكاً لله من رام قصدَهُ
أمدَّت له جناتٌ عدنٍ جسورُها
أطلت على الإسلام من بعد أهلهِ
دواهٍ أُزيحت يا عليُ سُتورُها
فيا أمةً ضَلت هُداها فأُركِسَت
وأخنى عليها بالعناد نُفورُها
قلوبٌ تشظت بالنفاق فلم تلِن
وازرى عليها بالجحيم وُغُورُها
ولو أنهم تبعوا خطاك لأبصروا
ولكنهُ حقد الصدور يعُورُها
فباتت ولاةُ الحكم فيهم أميةٌ
ليطفوا على بحرِ الدماء سريرُها
ومن سُنَنِِ الرحمن بالخلق إن بغوا
تسلق أعناق العباد حميرُها