دفاعا عن المرجعية
تتوالى في هذه الأيام الانتهاكات من قبل النظام الإيراني بحق المؤسسات التابعة لسماحة المرجع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله.
وأعتقد أننا جميعا نعرف ما حدث من إغلاق لمكاتب العديد من القنوات التي تعمل على نشر الفكر الشيعي الأصيل المعتدل الذي لا طالما عرف به التيار الشيرازي منذ بروزه وحتى يومنا هذا، وقد بررت وكالة أنباء فارس هذا الفعل الذي قامت به الحكومة الإيرانية بقولها: “ تمارس هذه المكاتب نشاطها خدمة لاهداف بعض أجهزة الاستخبارات الاجنبية وتمرير أهداف الاستكبار العالمي” وهي التهمة المعلبة الجاهزة لكل من يختلف مع سياستهم.
وفي نفس السياق عرضت عدة اتهامات كـ”زعزعت الوحدة” و”الترويج للخرافة والممارسات الخاطئة”.
إن اتهامات كهذه عندما تصدر بحق مرجعية عظيمة وشامخة وذات تاريخ حافل بالجهاد في سبيل نشر فكر أهل البيت ورفع مستوى الوعي الشيعي يؤلمنا جدا، بل ويغضبنا أيضا خصوصا عندما تكون هذه الممارسات والاتهامات بحق السادة آل الشيرازي ومن جهة محسوبة على التشيع، فلو كانت صادرة ممن يخالف منهج أهل البيت لكان الأمر أهون بكثير. وفي الحقيقة يعلم الكثيرون أن مثل هذه الحرب الغير شريفة ضد المرجعية الشيرازية وأتباعها ليست بجديدة، ولا يكفي المقام هنا لذكر الحوادث والاعتداءات بحق آل الشيرازي منذ أيام المجدد الثاني «رضوان الله عليه» وحتى يومنا هذا التي هي بسبب اختلافهم مع النظام في الفكر والرؤية!!
إن من واجبنا الدفاع عن المرجعية واستنكار هذا القمع الحاصل بحقها ومناشدة جميع المؤمنين لفعل ذلك. وأنا شخصيا لا أرى فتنة في الدفاع عن هذه المرجعية العظيمة، بل على العكس! إن الفتنة هي في السكوت والرضا عما يحدث لها وإن كان من قبل حكومة محسوبة على الشيعة، لأن ”الساكت عن الحق شيطان أخرس” فكيف بمن يبرر للظلم والباطل!!
من ناحية أخرى لا أستغرب هذا الفعل من حكومة تقمع من يمارس شعائر الإمام الحسين التي يجيزها ويقول باستحبابها كبار الفقهاء، وقد تعودنا منهم أن يفرضوا فكرهم حتى على المراجع ولو بالقوة، وكأنه ليس للمراجع الكرام أي اعتبار أو ولاية! فليس لهم مساحة للاختلاف معهم حتى فقهيا في مسألة بسيطة كالتطبير! هل يعقل أن تقوم حكومة شيعية بهذه الأفعال؟؟! الجواب لن يكون نعم أم لا.. الجواب هو أن الحكومة تظل حكومة!
في النهاية أقول: سيبقى السادة آل الشيرازي قامة شامخة.. وإن قمعوا أو اضطهدوا!