إعلاميون بين ظلمة الواقع والمرآة الصافية أملاً يرجى
إعلاميون ينحدرون ناحية « الأنانية » بدرجة امتياز. توجد علاقة مشتركة بين الإعلاميين بكلا الجنسين و« الهنود الحمر » حيث أنهم يتراقصون على مسرح « الأنانية » عبر لفت انتباه الآخر، وجذب اهتمامه، والصعود على أكتاف الآخرين، يأخذونك عنوة إلى المسلسل الكرتوني « سنان »، يعانقون شخصية « زعبور » بطلاء مؤدب. إنهم يخفون عبر ملامحهم « نفسية معقدة » والتي يصنفها علماء النفس « بحب الظهور » مبتعدين كل البعد عن الأخلاق الصحفية المهنية في هذا الازدحام المفرط جداً للفعاليات القطيفية.
إن التنافس مطلب إبداعي من سمات أي عمل بكل أنواعه. إن الأمم المتطورة التي تنشد الإبداع تتخذ من التنافس هدفاً ضمن استراتيجيتها، لهذا تجدها تعيره اهتماماً بالغاً. وجاء تعريف كلمة تنافس في معجم المعاني الجامع بقولهم تنافس الفريقان أي رغب كل منهما الفوز بمعنى « تباريا » بكونها نزعة فطرية تدعو إلى بذل الجهد في سبيل التشبه بالعظماء والمبدعين والالتحاق بهم. وعليه أن يأخذ التنافس بمعناه الحقيقي من قبل الإعلاميين لا أن يكون التنافس صراعاً، أو بالأحرى « مصارعة » تقتات من وليمة التهميش، و« مفطح » استصغار الآخرين، واحتقارهم.
يؤسف حقاً ما تبصره عينيك من ازدواجية في العلاقة التنافسية بين بعض الإعلاميين والإعلاميات في قطيفنا الحبيبة وما تكتنفه ذواتهم من « حقد مبطن » و« حقد ظاهر » بين بعضهم البعض. إعلامي لا يريد أن ينشر خبراً لمجموعة خدمية اجتماعية، أو فعالية تأتيه بسبب أنها منشورة هنا، أو هناك، وإعلامية تقصي زميلها، وزميلتها الإعلامية في سبيل« التقويش على الأخبار ». أي « عقدة نفسية » نعيشها، أفي سبيل « السبق الصحفي »، أو احتواء « الخبر الصحفي » ليكتب باسم الإعلامي هذا، أو الإعلامية هذه نفقد علاقاتنا الإنسانية بين بعضنا البعض، لتستشري الظلمة، ونبتعد آلاف الكيلو مترات عن خدمة قطيفنا الحبية بصدق وصفاء.
إن التجرد من « الأنانية » بترويض النفس على الحب والتعاون والإخاء حاجة ملحة للرقي على القمم الشماء. قال أمير الإنسانية علي « نفسي أروضها »، أليس الإمام علي قدوة لنا، لنروض أنفسنا أيها الأحبة في سبيل النجاح الجمعي، وليس النجاح المبني على تعاسة الآخرين. حقيقة إن رمنا النجاح النوعي ينبغي علينا النظر بجدية إلى كنه الشيء بدلاً من سفاسف الأمور، لننزع هذا القبح الإعلامي الذي نعاني منه جميعاً.
ومن نافلة القول أخيراً نقول « وأنا الصغير بينكم » والذي يتعلم منكم: ما أوردناه آنفاً ليس استنقاص لأحد ما، وإنما هي كلمات محب أتعبه « البؤس »، فأفرغ ما في جعبته. ممن يعيش الحالة الجمعية لا الانفرادية يتمنى للجميع أن يبدعوا، ويتألقوا أياً كان موقعهم وإلى أي جهة ينتمون. حينها فقط تكون مرآة « الإعلام » في قطيفنا الغالية على الجميع صافية.