«الكندليون» العرب
بعد البحث والتقصي عن تقنية تمكنني من دفع معاناة أي قارئ يقرأ الكتب الإلكترونية وجدت ضالتي، فلو كنتَ عاشقاً للقراءة وواجهت يوماً أن تتوق لكتابٍ لا يتوفر في مكتبات المنطقة التي تسكن فيها أو تعاني من ضيق المساحة في المنزل التي لا تمكنك من توفير مكتبة تضم كتبتك الورقية الجديدة أو قد تريد أن تقرأ كتاباً لا يشترط أن تحتفظ به فقد تضطر حينها لأن تكوِّن مكتبتك الإلكترونية والمتوفرة على شبكة الإنترنت بالألوف!.
قارئ الكتروني - كندل بيبروايت - القراءة الالكترونيةحسناً، بعد تكوين المكتبة الإلكترونية بات ضرورياً ان تتصفح الكتاب الالكتروني وقراءته على الأجهزة التي تتيح ذلك. وأجزم أنك لن تطيل القراءة لأكثر من ساعة فأنت حينها ستتلقى عشرات الإشعارات وقد تنفذ بطارية الجهاز أو قد تضايقك إضاءة الشاشة خاصة إن كنت ترتدي النظارة وإن كنت تحت أشعة الشمس فالرؤية هناك أصعب.
تدفعنا سلبيات القراءة الإلكترونية تلك للعزوف عنها على الرغم من مواكبتنا اليوم للتقنية أو فلنقل هناك من لا يشجع القراءة الالكترونية لحلاوة تصفح أوراق الكتاب ورائحته إلا أنها صديقة القارئ النهم في الظلام وقبل وقت النوم.
تجربتي في القراءة الالكترونية التي كنت أتحدث عنها أعلاه تشبه تجارب الجميع ولكني كقارئة طمحتْ أن لا تتوقف عن القراءة بحثتُ عن البدائل التي تريحني وتسهل علي، وبذلك سأستعرض تجربتي مع الكندل جهازي القارئ ذو شاشة الحبر الالكتروني، ليس ترويجاً تجارياً لشركة أمازون الشركة المنتجة له وإنما ترويجاً لبديل صحي مريح لمن يبحث عن ضالة في عالم التقنية لتغنيه عن معاناة القراءة الالكترونية المسببة للصداع أو التنقل بكتابه الثمين أينما يذهب ومثلي لا يحب أن يعرف الآخرون ماذا يقرأ.
أطلق عليه اسم «كندل / kindle» المصمم الأمريكي مايكل كرونان الذي يحب أن يشعل شمعة بجانب نافذته ويقرأ على ضوئها وذلك بعد أن طلبت منه شركة أمازون ابتكار اسم لافت لجهازها القارئ الإلكتروني اللوحي والتشاور حول كيفية الترويج له، وجاء من مصدر الإشعال أو الإضرام أو الإثارة بالعربية، وتعني أيضاً: شعلة، وكندل في الأساس كلمة اسكندنافية قديمةkyndill بمعنى candle بالانجليزية والتي اشتقت منها، وكان لكرونان سبب معبر ليسمي الجهاز كندل استمده من مقولة لفولتيير: «نتعلم من الكتب فهي كالنار التي جلبناها من الجيران ونوقدها في منازلنا، ونجتمع حولها وتكون ملكنا جميعاً».
عمد بيزوس مؤسس شركة أمازون إلى ابتكار كندل مطور تحت مسمى «الصفحة البيضاء /paperwhite» وهو الجيل الخامس من إصدارات كندل والذي احتوى على شاشة عرض عالية الدقة كأول شاشة حبر الكتروني ذات إضاءة أمامية، تتيح القراءة في ظروف الإضاءة كافة خلاف شاشات LCD العاكسة والمؤذية للعين في أجهزة التابليت، حيث تمتاز إضاءة شاشة الكندل بأنها غير عاكسة فالضوء ينفذ للداخل، أيضاً يمتاز الكندل بطول حياة البطارية إلى 8 أسابيع عند إطفاء خاصية ال wifi، كما أنه سهل الحمل بيد واحدة وذلك يرجع لقياس شاشته المعقول ب 6" بوصات، وتعتبر ذاكرته الداخلية مناسبة 2 جيجا والتي تتيح تخزين أكثر من 1000 كتاب إن كنت تريد التنقل بمكتبتك وقد يتذمر البعض من صغر الذاكرة فيه في حين أنه مخصص للقراءة وليس لتخزين الكتب، إضافة إلى أن مستعرض الكتب يتمتع باقتطاع هوامش صفحة الكتاب البيضاءوالزائدة حتى تكون أسهل في القراءة وهو ما لا يتوفر في قارئ آخر، وطبعاً يدعم الكتب العربية بصيغة pdf الرائجة.
قارئ الكتروني - كندل بيبروايت - القراءة الالكترونيةطمح بيزوس إلى نشر ثقافة القراءة بشتى الطرق حتى أنه تعاقد مع مؤلفي الكتب لبيع كتبهم في متجر أمازون بأسعار أقل من الكتب الورقية فهو يسعى لصنع مجتمع قارئ، حتى أنتج «كندل بيبروايت» في أكتوبر 2012 بجودة عالية وسعر زهيد خلاف الأجيال الأولى منه وفاجأ به مجتمع القراء المستهلكين لكندل حيث ثبت سعره بمبلغ «$119» فقط مايعادل «450 ريال سعودي».
ثقافة الكندلية ليست رائجة في مجتمعنا الإلكتروني العربي بسبب الرفاهية التقنية التي نعيشها اليوم في ظل أجهزة أبل والأندرويد اللوحية والتي افتقر معها العالم العربي إلى أجواء القراءة الحقيقية فهي تنفر القارئ من مواصلة القراءة أو تتعب عينه وتزيد من ضعف النظر أو لا تعتبر اقتصادية في عالم القراء متوسطي الدخل والذين لا يتوفر لهم دخلاً يمكنهم من اقتناء الكتب النوعية.
لابد أنكم سمعتم بالعلاج بالقراءة من الكاتب حسن آل حمادة داعية القراءة في القطيف وهي دعوة صحيح فبالقراءة علاج فعلي لكل أفكارنا الخاطئة وتصحيح معتقداتنا وإصلاح عقدنا الاجتماعية، وشخصياً عالجت نفسي بالقراءة بعد أن مررت بضغوط نفسية بسبب إدمان استخدام أجهزة الاتصال للتواصل في أمور العمل حتى أصبح تواصلي الفعلي قليل جداً مع الأهل والزملاء وفي هذا الوضع لم أعد امتلك تركيز أو إدراك سريع، ولم يهنئ لي بال في مشاهدة نفسي بهذا الحال فالتحقت بإحدى الدورات التدريبية التي تقدم دبلوماً في القراءة السريعة فكان واضحا عند تطبيقي بطئي في القراءة بسبب الضغوط التي أوردتها وتدني استيعابي للمادة المقروءة أو حتى تذكري للمعلومة وثبوتها ولم يكن الحل المناسب إلا أن تكون لي خلوتي الخاصة حينما أقرأ وذلك ما نصحني به أحد مدربي التنمية البشرية أن أطفئ الانترنت وأضع الجوال على نمط الصامت وابتعد عن العالم لعدة ساعات مع كتابي وأقرأ وأواصل القراءة والقراءة وما زلت المس فرقاً واضحاً لليوم. وعلى ذلك ألا تتساءلون؟؟
هل نلاحظ اهتمامنا بقدسية القراءة وإتاحتها لأنسفنا ليكون فيها العلاج؟؟!..
كن كندلياً!!.. _وبالمناسبة الكندلية مصطلح ابتكرته على نفسي بعد هذه التجربة_ لذا أشعل كتابك بكل راحة، اقرأ كتابك في أي مكان سواءً في طريق السفر أو على شاطئ البحر، خصص للقراءة عالمها الخاص وإن كانت الورقية أفضل فأنا لا أدعو لتركها إلا أننا جميعاً نضطر للقراءة الالكترونية يوماً ما خصوصاً نحن العاشقين النهمين وما ذلك إلا ترويجاً للقراءة الصحيحة فكن مروجاً لها، الكندل هدية ممتازة للصغار واليافعين الشباب لننشئ جيلاً قارئاً وحتى نعود أمة تقرأ، تجربة ممتعة.
- هاشتاق kindlepaperwhite# على الانستغرام يستعرض فيه مقتني جهاز كندل بيبروايت تجاربهم.