العام الدراسي الجديد وهموم الدراسة
عند بدء العام الدراسي الجديد تبدأ هموم الناس للاحتياجات الكثيرة من حيث الملابس والحقائب والمستلزمات الدراسية وغيرها فهل ياترى هذا الهم يؤثر سلباً على المستوى الدراسي على الطالب؟؟
وكيف يمكن تجاوزه؟
كلُّ شيء مع بداية مطلع العام الدراسي يعود بنا للحديث إلى هموم التربية والتعليم والبيئة المدرسية وتهيئة الجو الدراسي بما فيهم المنزل والطلبة واحتياجاتهم النفسية والمادية والاجتماعية إضافة الى تنظيم حركة السير ومراكز التسوق والمستلزمات الدراسية.. الخ، والمشهد هنا لن يكون مختلفا الى ذلك في ساحات انتظار الحافلات والمواصلات الخاصة وغيرها
إن أيام الدراسة ورغم أن الأمر يتجدد كل عام فيما يجعله يبدو عادياً وطبيعياً فإن الأمر في حقيقته غير ذلك، فهناك صعوبات وظواهر ومشكلات تتجدد كل عام بدرجة تستصعب على الأهالي أحيانا، فيتساءلون بحيرة، ما الجديد؟! فقد التحق أبنائهم بالمدرسة منذ أعوام، وقد جربوا الانخراط في الحياة خارج المنزل، ولكن رغم ذلك يظل انشغالهم ما بين مخاوف الزمالة والصداقات الجديدة، وحافلات المدرسة، والمناهج الدراسية الجديدة والمدرسين الجدد، فبعد غد يعود الطلاب إلى المدارس بعد أن بدأ المعلمون العمل الأسبوع الماضي.
حيث لمست تهافت الطلبة والطالبات على محلات بيع المستلزمات الدراسية، وفرحتهم بالاستعداد للعام الدراسي، بشيء من الحماس منقطع النظير. وسيخلد الطلبة والطالبات إلى نومهم مبكرآ معلنين عن نهاية إجازة صيفية عاشوها كما كتبت لهم، وبداية عام دراسي جديد يأملون وأسرهم تحقيق حلم النجاح والتفوق من خلاله.
النوم المبكر في ليلة العودة للمدرسة وتنظيم الوقت امر مهم للغاية يجب على الأسر التنبه له. كذلك ونحن نستقبل العام الدراسي الجديد يجب علينا أن نغرس في أنفس أبنائنا بأن الإجازة محطة استراحة وزيادة للطاقات لمرحلة قادمة من حياتنا وهي المرحلة الأهم في بناء مستقبلنا.
الكثير من الأسر لديها أبناء سيلتحقون بالمدرسة لأول مرة، وهنا يبقى الدور مضاعفاً في عملية تهيئتهم لها، حيث إن الطفل سينتقل من عالم محدود هو بيته وأهله، إلى عالم أوسع وأرحب وهو المدرسة،
وهناك هموم وقضايا شائكة تعترض الأسر في كل عام دراسي جديد. أول الهموم والعوائق التي تعترض الأسر هي قضية المواصلات وهي لا تزال لم ترى الحلول الناجحة رغم وجود حافلات الحكومة والتي استنزفت عليها مبالغ طائلة، إلا أن الكثيرَ منها يرثى له؛ بسبب عدم مطابقتها لشروط السلامة والصحة والراحة.
قضية ومشكلة أخرى تعترض الأسرة لا يزال الجميع يشكو منها؛ وهي قضية النقل وتوزيع المعلمات في المناطق، والذي لا يزال كثير من المعلمات من المدن ومحافظات المناطق يوزعن على محافظات وهجر بعيدة جداً، وأيضا لا يزال وجود الكثير من المعلمات في تلك المناطق والهجر دون أن تبارح مكانها لسنوات. والقضية لا تنتهي الى هنا.
حيث هناك مشكلة شديدة التعقيد بالنسبة للمربية أو المعلمة والتي تجتهد في إيصال معلومة للطالبات، في حين أن تفكيرها مشوَّش بسبب تعلقها بالأطفال في منطقتها وفي هَمِّ الانتقال، وأيضا في تعلق بعضهن بأولياء أمورهن وأسرهن، ومع ذلك نطلب المزيد من الثمار والنتائج منها! ناهيك عن حوادث السير والذي يتعرض لها الكثير من المعلمات وماتخلفه هذه الحوادث من كوارث يتحملها ذويهم.
إننا ونحن نستقبل العام الدراسي، هل درسنا أخطاء وتجارب السنوات الماضية من تطوير إداري للمدارس وتطوير ذاتي للمدرس وحماس وتصحيح مسار من أبنائنا الطلبة والطالبات؟
ما هو دور المدرسة ودور التعلم المختلف في تربية وتعليم الطالب؟
إن الإدارة عندما تنظر بعيون صائبة الى حركة المدرس والطالب بتوازن وكيف هما في قالب واحد. وتعرف حينها بأنها مؤسسة تقوم بتزويد الطلاب والأطفال والنشء بالعلم والتربية والقيادة وحسن التدبير وكسب الصدقات الطيبة والمودة الاجتماعية.
والمدارس ودور العلم ينبغي أن تكون محاضن تربوية جادة للطالب خصوصا في عصرنا الحالي، فهي تحوي أثمن ما تملكه الأمة وهي الثروة البشرية من شبابها وعلى الآباء والأمهات غرس قيم العلم والأهداف النبيلة في نفوس الأبناء والبنات.
والعلم قوة وسلاح ليس في وجه الجهل والتخلف فقط وانما مكسبا لمستقبل الطالب كانسان.
وهاهم أبنائنا الطلاب يقبلون على أيام الدراسة بعد أن ودعوا أيام الإجازة، يستقبلون أيام العلم والتعليم، أيام التربية والتوجيه أيام القراءة والمذاكرة، أيام التسلح بسلاح المعرفة والمهارات العلمية والفنية والمهنية والرياضية، فالعلم قوة ومعارف قيمة وسلاح في وجه الجهل والتخلف وأثبتت الأدلة والتجارب والبراهين أنه لا يعادلها ولا يضاهيها أي قوة.
المعلم والاسرة هما مصدر واساس الحياة العلمية ومفتاح لنفسية الطالب.
يعتبر المعلم أساس الحياة العلمية والتعليمية التي يتم من خلالها إنتقال المعلومات والأفكار والاتجاهات والمهارات من خلال الوسائل المختلفة التي يتفق عليها المربون رغم وجود الإختلاف في اتجاهاتهم، وأن الهدف الاساسي للتعليم هو إعداد الطالب للمضي قدماً على درب التعلم.
فماذا أعددنا كآباء ووأمهات وكمعلمين ومعلمات للمسئوولية الملقاة على عواتقنا في تنمية عقول أبنائنا الطلاب وتعليمهم وتربيتهم، وما برامجنا وخططنا لتأهيلهم ومساعدتهم لكشف الذات والمواهب والقدرات، وكسب المزيد من المعارف والعلوم وتهيئتهم للمستقبل،
لذا فالمرجو من المربين والأساتذة الاعزاء أن يأخذوا بأيدي أبنائهم الطلبة باتجاه هذه الأهداف السامية، وعلى أبنائنا الطلبة الأوفياء الإستفادة من توجيهات اساتذتهم واستغلال الوقت بالصورة المثلى من أجل غدٍ مشرق متألق نخدم به أنفسنا وبلدنا ومجتمعنا.
هل أعددنا أبناءنا نفسياً من أجل العودة للمدرسة؟
إننا أمام تحدي صعب في زماناً متطور وأمزجة متأرجحة وشباب مختلف التركيبة يجب أن ندرك صعوبة هذه التركيبة والمعادلة والتي تتطلب الكثير من الإعتناء والحرص والإعداد النفسي المدعم بالحوار مع أبنائنا الطلاب من كافة الفئات العمرية ومساعدتهم في تنظيم وقتهم ووضع أهداف للسنة الدراسية والتشجيع دوما على تحقيق هذه الأهداف. إن للمسؤولية الملقاة على عواتقنا في تنمية عقول أبنائنا مسؤولية كبيرة لتأهيلهم ومساعدتهم لكشف الذات في المواهب والقدرات وكسب المزيد من المعارف والعلوم النافعة في ظل العصر الحديث، والمرتكز على وسائل التربية والتعليم الحديثة ومواكبة تطلعات العصر.
ولا ننسى ايضاً أو نغفل، دورالاسرة وأولياء الأمور في القيام بواجباتهم ومتابعة الأبناء والتعاون مع المدرسة في القيام بزيارة أبنائهم في المدرسة والتواصل معها بين الحين والأخرى، فلا يجب ان نغفل عن هذا الدور ففيه الكثير من التحفيز للمدرسة والمدرس والطالب وتساعد الجميع في تطوير التعليم وتحسين الآداء التربوي والتعليمي.
وفي النهاية أُهنئ نفسي والجميع ببداية العام الدراسي الجديد سائلاً المولى عزوجل أن يكون عاماً دراسياً حافلاً بالجد والاجتهاد
وفقنا الله واياكم لكل خير واتمنى الى ابنائي الطلبة والطالبات عاما مليئاً بالنجاح والابداع والتفوق والوصول للهدف المنشود وهو تحقيق الذات والوقوف على منصة التحصيل العلمي بكل تفوق واقتدار وحفظكم الله