الحلقة الضائعة في عالم تمور القطيف
هنالك حلقة ضائعة في عالم تمور القطيف قد تفاجأ من عدم تواجد طرحها اقتصادياً، ولعل المرء يكاد أن يكون مستغرباً حينما تكون تلك الحلقة تمثل تمور ثاني أكبر واحة نخيل في العالم!!..
إن التمور القطيفية بشتى أنواعها لا تجد لها اسماً في قائمة التمور النوعية أو الرخيصة في الأسواق، وقد يعود ذلك إلى خلو محافظة القطيف من مصنع للتمور يصاحبه عزوف منتجي التمور وأصحابها عن مشاريع التعبئة ودخول السوق.
تخلو محافظة القطيف من التنمية الزراعية بشتى أنواعها ويُلاحظ أن تمورها لا تباع إلا محلياً داخل شوارعها ودكاكينها، في البسطات التراثية ومحلات المحاصيل الزراعية، كمهنة رزق يقتات منها بعض مزارعي القطيف، أما خارج حدودها فلا يُسمع لتمر القطيف ذكراً.
إن اختفاء تمر القطيف في قائمة التمور النوعية ساهم في اعتقاد الناس إلى افتقاره للجودة، للدرجة التي جعلت المخابز والأسر المنتجة لا تستخدمه في مشاريعها لصنع معاميل التمر، أو لعدم وجود سوق تحتضنه.
تلجأ بعض المخابز إلى التعامل مع مصانع التمور لتزويدها بفائض التمر الرديء بدل أن يتم التخلص منه بحيث يستخدم في صنع معاميل التمر ومعجونها، بينما تمور القطيف تعطى للدواجن والحيوانات. يعتبر تمر القطيف من أجود التمور السعودية في الجودة الغذائية صحياً فهو ينتج عن طريق الزراعة العضوية التي تخلو من استخدام أي مواد كيماوية خلاف التمور الأخرى التي تلجأ المصانع والمزارع إلى إنتاجها في بيئة غير عضوية لاعتماد جودة الحجم واللون والطعم.
وفي تحدي الجودة يعتبر سعر تمر «خلاص» القطيفي بالكيلو في السوق نفس سعر «خلاص» القصيم والأحساء والذي يعتبر من أرقى أصناف التمور في السعودية إذ يباع الكيلو منه بـ 15 ريال بالنسبة للخلاص القطيفي أو القصيمي أما خلاص الأحساء فيباع الكيلو بـ 16 ريال، مما يعني عدم وجود فرق أو اختلاف في الثمن والقيمة.
تسليط الضوء على تمور القطيف أخيراً سيرجع إذا ما وجد مصنعًا له وسوقًا يعرض فيه. فتمر القطيف يفتقر لاهتمام طرحه في السوق لعدم إخراجه في قالب تسويقي يجذب المشترين، كما لم تتوجه التنمية إلى احتوائه وإدخاله قائمة التمور، بالرغم أن القطيف كانت ثاني أكبر منتج للتمور في المملكة. فهل سنسمع قريباً سعي الجهات الرسمية لذلك قبل أن تخلو القطيف من حشفة؟!!!.