المواطنة والمواطن «انتماء وليس شعار»
المواطنة مفهوم يُشير إلى الانتماء إلى أمة أو وطن. ويشار هنا إلى أنه يحمل معنى أكثر اتساعًا إدا ماعُرف عنه بالجنسية الوطنية؛ حيث يشير إلى حقه بالحماية التي تسبغها الدولة على مواطنيها أثناء زيارتهم لدولة أخرى.
لذا ينتمي معظم الناس على الأقل لجنسية وانتماء واحدة. وتسبغ عليهم بالتالي حقوقًا وواجبات معينة، تشمل حق التصويت وشغل الوظائف العامة. وهناك واجبات تناط بالمواطنين مثل دفع الضرائب في بعض الدول والدفاع عن وطنهم كتجنيد اجباري خدمة لوطنهم.
فبالتالي المواطنة ليست برفع الاعلام أو بإحياء ذكرى، أو شعارات نرفعها بل هي ممارسة يومية ترتفع بها النفوس وتعلى بها قصائد يرتفع بها كلمات وعبارات لتشدوا بها مقالات.
المواطنة شعار جامع لكل أطياف المجتمع مهما تعدّدت بينها الأعراق والمعتقدات والمذاهب، وهي البديل المنطقي لخطاب التمزّق والانقسامات المختلفة المتلونة، وهي منطلق لتوحيد الجهد الوطني ولتحقيق المساواة بين الناس واستعادة الحقوق أيا كانت، وبالتالي فهي حصانة ضدّ النفوس البغيضة وضد التدخّل الخارجي الذي يستغل الفرقة بين الشعوب لتحقيق مأربه.
المواطنة تعني قيم المساواة والعدل والإنصاف والبناء والحوار على مستوى الوحدة في التنوع والتكامل والتضافر والتآزر والتضامن والاندماج في المجتمع من أجل إغنائه وتطويره وتحسينه إضافة الى الحرية والكرامة والمشاركة والتسامح في العيش على ارضه وتحت سمائه.
المواطنة تزدهر بالتعدّدية الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية والثقافية واللغوية والقومية، باعتبارها مصدر غنى وتنوّع لمجتمعاتنا في ظل وحدة التراب الوطني والتمسّك بالهوية الوطنية الجامعة بالتوازي مع احترام الهويات الثقافية الاخرى الخاصة ناهيك عن العدل الاجتماعي، والتوزيع العادل للثروات، وتكافئ الفرص، ومعالجة أسباب الفقر وانتشار البطالة وغلاء المعيشة وتحسين نوعية الحياة، ومناهضة الفساد والاستبداد، ورفع مستوى التنمية الدائمة وحماية البيئة من المهام التي لا تقبل التأجيل.
المواطنة حقوق وواجبات تقوم على ثقافة تدفع بالمواطن إلى القيام بواجباته وهو يشعر انه جزء لا يتجزء من تركيبته السكانية مقابل استيفاء حقوقه دون تميز او تحيز فيها عن طريق االمشاركة في تقليده المناصب وهذا جزء من حقوقه ان كان جديرا بها ويستحقها.
المواطنة مفهوم كبير له وعليه مسؤوليات كبيرة وعظيمة على مستوى الفرد والمجتمع. يعيش فيه الجميع بكرامة دون تميز.