صرخة من القلب لأهلنا «بأحسائنا الحبيبة»
هاهو رصاص الغدر المبيت والمشحون سلفآ، يباغت صدور أحبتنا من الأطفال والكبار الذين تلقت أجسادهم الطاهرة تلك الطلقات النارية القاتلة وقابلتها بكل ترحيب وسعادة، حيث يتجسد الأيمان والحب والموالاة الأبدية في بيت من بيوت الرحمة والتي تقام فيها شعائر العزاء الحسيني لآل العترة النجباء.
أن هذا الأجرام والأرهاب الرخيص لن يشق صفنا ولن يضعف من وحدتنا وقوتنا، ولن ينال من عزيمتنا أن هذه السحنات النكرة الضالة وبتلك التصرفات والأفعال المشينة السفاكة للدماء والمزهقة للأرواح والأنفس والتي طالما عانى منها الوطن العزيز وأهله الكرام سنوات طوال، والتي نالت بفعلتها الأرهابية تلك كما غيرها غضب وسخط الله ثم العباد، أن هذه الحادثة الشرسة، بحول الله ستزيد من إيماننا وثباتنا وتمسكنا لبعضنا وعشقنا وتفانينا الذي لا مساومة عليه لعقيدتنا الطاهرة الزكية، وحبآ وصفاءّ وأخلاصآ لوطننا الغالي وتواصلآ وأخوة ومحبة للشعب الوفي.
فالحزن والأسى لم يقتصر على الأحساء أو منطقة بحد ذاتها، بل عم الوطن بأكمله من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه وكل بقعة من ترابه، والسخط واللعن صار في قلب وعلى لسان كل فرد كبيرآ وصغيرآ، على كل مسخ قبيح دنيء، أرتكب هذا الأرهاب والأجرام الأثم وقتل الأنفس البريئة من دون وجه حق وكما هو الشجب والأستنكار من كافة أطياف المجتمع من داخل وخارج البلاد.
فلباس الحزن والأسى وما أصابنا من ترهيب وحرقة على من فقدناهم والمصابين الشرفاء سوف يبقى أثرها للأبد، والنفوس لن يزول منها الكدر والضجر حتى ينال المجرمون سفاكي الدماء القتلة عقابهم الشديد، وبوح الخواطر والعتاب لن يكونا لهما مخرج مالم يكن هناك في الأفق القريب قانون صارم يقتلع من الجذور كل ما من شأنه زرع البغيضة والفتنة ويحرض على الأقصاء والقتل.
أن أملنا بالله ثم بقيادتنا الحكيمة لقوي وهو باقي ما دمنا أحياء، وأن سلامة وأمن أبناء الوطن لواجب مقدس وهو مكانة وحرص كل فرد من رجال الأمن، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن وأهله هو مطلب الجميع من دون إستثاء.
تغمد الله أرواح شهدائنا بواسع رحمته وأسكنهم الفسيح من جناته، وألهم ذويهم الصبر والسلوان ونسأل الله العلي القدير أن يكفي المؤمنين شرور هؤلاء الأرهابيين القتلة وأن يبعد البلاد والعباد من خبثهم ومكرهم ويحمي ديار المسلمين والأنسانية جمعا من مخططتاهم وأن يرد كيدهم في نحورهم ويسلط عليهم من لا يرحمهم أنه سميع مجيب الدعوات.... وأنا لله وأنا اليه راجعون.