أعيذك دنياً
أُعيذك دنياً مستطيراً شنارُها
بخير بني الإنسان كان عِثارُها
وعن نصرة المختار كانت ثقيلةً
خفيفٌ على آل النبي نِفارُها
وأقمار ليلٍ كم أضائت غياهباً
بصحراءِ وادي الطفِ كان انكدارُها
كواكبُ كانت حول شمسٍ منيرةٍ
تكور أشتاتاً وأُطفي منارُها
بيومٍ عسيرٍ ما تبدد نَحسُهُ
تجمَّعَ من كُلِ الفجاج شِرارُها
دَعته أن اقدم إننا جُندُكُم فداً
وهذي بنو سُفيانَ بان انكسارُها
وأَرطب واخضر الجناب تهللاً
وأينع في أرضِ العراقِ ثِمارُها
فخانت عهود الله من بعد موثقٍ
وحزَّت رقابَ الأوصياء شِفارُها
هُنا اظلمت الآفاق مِن غدر أمةٍ
وصار ظلاماً سرمدياً نهارُها
أيُقتَلُ عطشاناً حُسينٌ وقُربُهُ
مياهٌ فراتٌ يستفيضُ انحِسارُها
وأضلاعُ صدرٍ ضَمَّت الدين كُسِّرت
فيا شِرعةً لله هُدت دِيارُها
أيبقى على الرمضاءِ عارٍ ثلاثةً
ويَصهَرُ خدَّ ابن النبي أُوارُها
فيا أمةً ضلت وكانت رشيدةً
وصار جلياً من بَعيدٍ عُوارُها
ويا قبح ماضٍ أُنعِشَ اليوم فاضحاً
فما عاد يُجدي الإستتارَ خِمارُها
قتلتم حسيناً ظامياً قرب نهركم
فيا سُبَّةً يبقى مدى الدهرِ عارُها
وأنى ليهدي الله في الدهر أمةً
إذا كان قتلُ الأوصياءِ شِعارُها
تأمل بماضي القوم آهاتَ حاضرٍ
يطول بها للذاكرينَ اعتبارُها
فلولا دماءٌ بالطفوفِ تفجَّرت
لما مَازَ بين الخُبث والطيبِ جارُها
وصاغت بغايا الخلقِ ديناً بوحيها
وصار بإسم الدين يعلُوا خُوارُها
حسينٌ لأحرارِ الزمانِ منارةٌ
ونورُ قُلوبِ المؤمنين ونارُها
أمضَّت رزاياكم بِقلبي قُرحةً
ومازال تلظى بالفؤاد جِمارُها
دماءٌ لآل الله تجري ولم تَزَل
بظلمٍ وسفكٍ تستفيضُ بحارُها
ففي أرضِ وادي الطفِّ سالت دمائُكم
وفي واحةِ الأحساء بان احمرارُها
أتوا كي يعزوا في الحسين فأُلحِقُوا
بحربٍ ضروسٍ لن يتم اندثارُها
فجندُ يزيدٍ لم يزالوا ولم نَزَل
وهذي دمانا قد تشظَّت جِرارُها
فعجل فدتك الروح إنقاذ أمةٍ
تجنى عليها بالعذابِ انتظارُها
وعجل ايبن الرُسل ترميم شِرعةٍ
ليوشك أن ينهار كفراً جِدارُها
فهذي بنو سفيانَ عادوا لذبحكُم
وهذي دماءُ الطف قد لاح ثارُها
وهذي أيادينا تُمدُّ لنصركُم
ودون عِداكُم لن يَقِرَ قَرارُها