«النخب السعودية» في بناء الدولة المستقرة
أن السلم الأهلي والأجتماعي في تحقيق العدالة الشاملة بالعيش الرغيد وفي إيطار حياة كريمة وسعيدة ينعم فيها الجميع بالأمن والأستقرار والطمأنينة، والذي يسعى الى ترسيخ بنوده وشمولية تطبيقه والعمل به، جميع النخب السعودية من رجال العلم والمثقفين ورجال الساسة والفكر، قد أصبح في الوقت الراهن أكثر الحاح ومطلب الكل، عدا الشواذ القلة من ذوي الأنفس المريضة والمغرضة والتي لا تريد للأسلام ولهذه الأمة خيرآ، وهذا السلم الأهلي والأجتماعي هو من أهم الركائز التي عليها يعتمد بناء الدولة وتوفير المناخ الوطني الهادىء والمناسب للمجتمع بوجه عام.
فالمجتمعات والحكومات الأكثر تحضرآ في العالم، لها أدوارآ بارزة وصلبة في توطيد مفهوم هذا السلم ودعم بنود العمل به وتطويره لما هو أفضل، وذلك من خلال خلق الروح الأيجابية والأرتقاء النافع بمبادىء الحوارالمتقدم والنقاش العلمي الهادف، وبالمشاركة الشعبية والأهلية عبر إقامة الندوات الحوارية المفتوحة ومن خلال وسائل الأعلام الراشدة والحكيمة والمتنوعة، بما فيها المؤسسات الواسعة للدولة كلآ فيما يخصها ويعنيها.
تلك الركائز الأساسية والمهمة من السلم الأهلي والأجتماعي في حياة الفرد والمجتمع، تندرج في نزاهة التعريف الصحيح لهذه القيم، بما تقع عليه المسؤولية على الجميع في مكافحة الفقر والبطالة والجهل ومنع كل أشكال التمييز والأقصاء والتهميش بين البشر والعمل على تجاوز كل ما هو موروث من الماضي السلبي منه والهش، وأستبداله بروح التعاون والتسامح والمحبة.
وحيث تأتي سيادة القانون في الدولة، وهو الينبوع الأول والأساس الذي يرتكز عليه علامات التفاهم والأحترام المتبادل والقيم النبيلة في بناء المجتمعات الوطنية المتحضرة، وبما يكفل تلك الخصوصيات المتوافقة للسلم والأمن وبالتثقيف والتوعية المستمرة والهادفة، التي تحفز العقول البشرية على التفكير السليم وبموضوعية وواقعية بالغة التأثير من أجل خدمة وطنهم ومستقبلهم الى ما هو أعمق وأفضل وفي ظل مزايا وبوادر وطنية قيمة وسديدة تكفل الحياة السعيدة المتكاملة، وعلى تعزيز وتنمية المجتمع بتعدد إنتماءاته وتنوعه ومهما كان الأختلاف أحيانآ، وبنشر أخلاقيات التماسك الأجتماعي والأهلي وترسيخ العدالة الدينية والأنسانية والسياسية والأقتصادية وكذلك الفكرية للجميع والتي من شأنها أن تعكس الصورة المشرقة والمشرفة لمسيرة وبناء هذا الوطن العظيم وهذا الشعب الكبير بتاريخه المجيد، وبسن قانون صلب وقوي وهو الأهم في هذه المرحلة الحساسة، يركز على تجريم كل ما من شأنه يثير الطائفية ويدعو للفرقة والتمييز والكراهية وأقصاء الأخر، وسن العقاب الرادع والمؤلم جدآ، لكل من يتجرأ ولو بالإشارة الى تفتيت الوحدة واللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد المسالم.