أم البنين وتوهمات البعض

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم وظالمي شيعتهم إلى قيام يوم الدين.

أم البنين هي فاطمة بنت حزام الكلابية زوجة أمير المؤمنين علي وأبو الفضل العباس أكبر أبنائها الأربعة.

جاءني ذات يوم أحد المؤمنين بمبلغ من المال وقال لي: هذا نذر لأم البنين نذرته امرأة من أهل السنة، فسألته متعجبا: كيف وهي ليست من الشيعة تنذر لام البنين؟! فقال لي: لقد تعسرت بها السبل في حاجة من حوائجها، ولما شكت لي الحال أخبرتها عن امرأة لدينا اسمها أم البنين عند التوسل بها يقضي الله الحوائج، فسألتني عن الكيفية فقلت لها: انذري لأم البنين بمبلغ من المال بنية قضاء حاجتك.

وبالفعل المرأة ولشدة ما تعسرت بها الحال لجأت لام البنين ونذرت، ولم تمضي أيام قلائل حتى يسر الله لها أمرها وقضيت حاجتها بصورة لم تتوقعها من التيسير، والآن هذا المال هو النذر الذي نذرته.

وفي هذا الصدد يقول الإمام الشيرازي قدس سره في كتاب له عن أم البنين « قد سمعت طيلة حياتي كثيرا من كراماتها المتواترة، ولا يسع المقام لبيانها» وفي موضع آخر من الكتاب يقول « فإن النذر لها يحل المشاكل الكبيرة التي هي بحاجة إلى الإمداد الغيبي من الله سبحانه، كشفاء المرضى الذين لا شفاء لهم بحسب الظاهر، وإعطاء الأولاد لمن لم يرزق ولدا، ودفع البلايا وغير ذلك».

هذه الكرامة الإلهية التي يظهرها الله تعالى لهذه المرأة الجليلة كاشف عن عظمة هذه المرأة ومقامها العظيم عند الله تعالى، فهي ممن حازت الوجاهة عند الله عز وجل فهي من الوجهاء عند الله الذين يُتوسل بهم اليه تعالى في قضاء الحوائج.

البعض للأسف الشديد توهم أن تعظيمنا لام البنين هو إزاحة لمقام ومكانة السيدة الزهراء في وجداننا وعقيدتنا وجعل لها في المرتبة التالية لام البنين ، ثم بنى على هذا الوهم حملاته التي شنها على تعظيم الناس لام البنين وإقامتهم المآدب باسمها وعقد النذورات لها، واصفا لها بأنها امرأة عادية إيغالا منه وتماديا في حملته لصد الناس عما يمارسونه من تعظيمات لشأن هذه المرأة الجليلة.

هذا المتوهم قد غفل عن أن تعظيم شأن أي احد مرتبط بالمعصوم لكونه ذو علاقة ورابطةٍ ما بالمعصوم هو في حقيقته تقديس وإعلاء لشان ذلك المعصوم بل وطريق يعزز ويؤكد مقام المعصوم في وجداننا وعقيدتنا، فإننا قد نعظم الابن تعظيما منا للأب لكونه ابن لذاك الذي نقدره ونقدسه.

إن تعظيمنا للأصحاب الأبرار للمعصومين فيه تأكيد مضاعف لعظمة المعصومين، فإعلاء شأن أمثال أم البنين - التي هي دون العصمة - في وجدان المجتمع المؤمن إنما يبرز ويظهر ويوضح القيمة الأعظم لأهل العصمة في وجداننا وعقيدتنا.

إن تأكيدنا لمقام أولياء الله الصالحين في وجدان مجتمعاتنا وعقيدتهم هو طريق لإبراز وتأكيد المقام الأسمى للمعصومين ، وليس إزاحة لمقاماتهم كما توهم البعض.

انذروا لام البنين توسلا لقضاء حوائجكم فانه مجرب، ومحروم من حُرم بركات هذه الأم الطاهرة أم البنين ، وصيغة النذر الشرعية هنا: لله علي إذا قضى الله لي «حاجتي الكذائية» أن «اعمل كذا» نيابة عن أم البين أو لثواب أم البنين ، فانه لا يصح أن تقول: نذر لام البنين إذا «صار كذا» أن «افعل كذا» فهذا من الأخطاء الشائعة في النذر لان النذر لا يصح إلا أن يكون لله تعالى.

اللهم احفظ وفرج عن أهلنا في اليمن النازف بحق أم البنين .