حفلات التخرج ثقافة مجتمع
لا يخفى على الكل ما نراه في حفلات التخرج من إقامة فعاليات، وتقديم الهدايا هنا وهناك، حيث أن الكثير من المجتمع لهم اختلاف وجهات النظر فيها، وهذا أمر طبيعي « الاختلاف ».
إن كل فكرة لها اتجاهات مختلفة، تبدأ بأصل الفكرة، وهل هي أساسا فكرة إيجابية، أم أنها لا تنتمي للإيجابية، هنا، ينبغي دراستها على هذا الأساس أولا، وبعد ذلك يتم دراسة كيفية تعاطي المجتمع معها من خلال العمليات الإجرائية في تنفيذها.
نعم، حفلات التخرج في أصلها من وجهة نظرنا القاصرة إيجابية لحد كبير، ولكن السلبية تكمن في كيفية تعاطي المجتمع معها.
إن البعض يطالب بإلغاء هذه الحفلات، والبعض الآخر يفترض آلية معينة، وبعضهم يتجه إلى فتح الباب على مصراعيه.
وعليه، إن المشكلة تحتاج إلى وعي اجتماعي، فليس من المنطقي أن تكبد الأسر المتاعب في مناسبة مفرحة، كذلك ليس من المنطقي أن يمنع الآخرون عن ترجمة فرحهم بما يرونه مناسبا.
إن وجود الضوابط، أمر يستحسن في كل شيء، حيث أنها تكون بمثابة « خط الاستواء »، الذي يجعلنا كمجتمع نتعاطى مع الأمور بحقيقتها، وحدودها، وتكون خطواتنا مدروسة، فلا يغلب جانب على جانب آخر.
في كل الدنيا هناك أمور قد تمنح هذا سعد وفرح، وتمنح الآخر هم وحزن، وأي قرار لا يخلو من الحزن والفرح، والجميل في ذلك أن تمسك العصا من المنتصف، ويكون تزاوج بين هذا وذاك.
إن فلسفة الإقصاء لا تحبذ على أي طرف، إنما العكس صحيح، بأن تكون فلسفتنا لا إقصائية، وإنما جمعية تكاملية، حيث أن فتح باب الخيارات، وتفعيل لغة الحوار، وتقبل الآخر بأفكاره، وأطروحاته، تجاوبا مع حالته الفرائحية، والإنسانية أمر محبب.
وعليه، فإن القرارت الانفعالية لطرف دون طرف، في معظمها قرارات لا تتعدى كونها إنفعالية، وقد يلازمها الخطأ في بعض معطياتها.
إن الفكرة ختاما، تعتمد على تفعيل عنصر الدراسة، وكيفية التنفيذ الناتج عنها.