بين «طلبتك» وبين «تكفى يا سعد»
أغلبنا شاهد المقطعين المشؤمين اللذين انتشرا في مواقع التواصل الاجتماعي للداعشي الذي قتل ابن عمه، وللأرعن الذي هدد سائق التاكسي بإبلاغ الشرطة لمجرد حمل أيقونة تمثل صورة متخيلة للإمام علي .
الرابط بين المقطعين هو الفكر الذي تغذى على الكراهية ورفض الآخر المختلف، ولو كان من نفس المذهب، الأمر الذي يقتل أبسط الأخلاقيات الإنسانية، وتحيل هذا المتخلف إلى مسخ حيواني، يستعد لفعل أي شيء في سبيل ما يؤمن به، ولو كان القتل والتشهير بالضعفاء بكل راحة ضمير، بل بكل موت ضمير.
المفارقة الغريبة في الأمر أن الضحية في المقطع الأول كان عسكريا يعمل على حفظ أمن وسلم هذه البلاد، تم الغدر به من قبل ابن عمه سعد.
وفي المقطع الثاني، كان الجاني عسكريا، ممن يفترض به حرب الفكر الضال بأي وسيلة، ولكنه للأسف كان عشاً مفخخا بالفكر الإقصائي الداعشي.
إذن، هناك قنابل موقوتة وعقول مفخخة داخل القطاع الأمني، ينبغي تنقية هذا القطاع من هؤلاء المتخلفين الذين لا يؤمن جانبهم، المتعاطفين مع الفكر الضال، وإن تلبسوا بمسوح القديسين.
وخيرا فعلت الجهات الأمنية بالقبض على صاحبي المقطعين في فترة وجيزة، فالضرب بيد من حديد ضد من يرهب الناس بالسلاح ينبغي ألا يقل حدة عمن يرهبهم بالكلمة أو بالكاميرا.