«برزخ الأحزان»
في رثاء الصديق العزيز فقيد العلم والعمل الصالح سماحة الشيخ عمار منصور تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته وحشره مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.
دَارُ الحُسَينِ نُعِي رُبَّانُها الخَفِرُ
والدَّارُ مِن ْ أهلها خِلواً بِها كَدرُ
كَأنَّ عينَ مُحِبيكَ امتلتْ رَمَداً
لِمَشهدِ الفقدِ أو قدْ صكَّها حَجَرُ
وأيُّ عينٍ رأتْ مَحْياكَ مَا دَمِعَتْ
عليكَ وهي إلى لُقياكَ تَبتشرُ
عَددتَ عَشْرَ ليالٍ ملؤُها وَجَعٌ
مِن الأسىْ فرسىْ في قلبكَ الأثرُ
شَددتَ رَحلكَ يومَ الطَّفِ إذْ أُسِرَتْ
بِنْتُ الرِّسَالةِ يُدْمِي مَتنها شَمِرُ
فَبتَّ فِي بَرزخِ الأحزانِ مُضَّجِعاً
وقدْ تعجَّلتَ والأحبابُ تنتظرُ
وتَرقُبُ العَودَ والعُتبى وَمَا عَلِمَتْ
أنَّ القرارَ الذي أزمعتَهُ السَّفرُ
فَشَيَّعتكَ بأعلامٍ مُخضبةٍ
واستقبلتكَ نخيلاتٌ هُنا خُضُرُ
تَؤمُ موكبكَ المذخورَ ملتَحِفاً
وَجْهَ السماءِ على اكتافِ مَنْ حَضَروا
وقد توسَّدتَ تُرباً طَالمَا عُفِرتْ
خداكَ ملءَ الرجا، قُربى لِمَن عُفِروا
والآنَ أنتَ ومن تهوى خلوتَ بهِ
عبرتَ مِنْ حيثُ قتلى الطفِّ قدْ عَبَروا
أَبا حكيمٍ عليكَ القلبُ مُعتَصَرُ،
رهنَ الثرى وعليكَ الجِذع ُوالحُصُرُ
رَماكَ قوسٌ لعاشوراءَ قدْ نُضِلتْ
نِبالهُ فأُصِيبَ الخافِقُ الوَثِرُ
فأهرقت من دموع العين ذاكرةٌ
يذوب في جامها الفولاذ والحجرُ
محمد حسن آل إبراهيم
بني جمرة - البحرين
14/محرم/ 1437هـ
28/ اكتوبر/ 2015م