كانت صديقة
جُل سعادتها في خدمة الآخرين والسعي لإسعادهم وتفريج همهم وكربهم حتى لو كان على حساب راحتها الجسدية، تحرص على تفقدهم إن تناقل لمسامعها أن خطبًا ألّم بهم أو بذويهم، هكذا كانت ولكن هل ستبقى بعد صفعات وخذلان توالى عليها؟!..
زميلة دراسة «صديقة سابقًا» لطالما حرصتْ على التواصل معها ولو بمكالمة قصيرة عابرة أخبرتها زميلة أُخرى ذات يوم بأن والدتها تشكو من مرضٍ في عينيها وربما تحتاج لعملية فحرصت على أن تتفقدها باتصال للاطمئنان والمواساة إلا أنها لم تتلقى ردًا وظلت تنتظر اتصال تلك الرفيقة عندما تنتبه لمكالمتها التي لم يرد عليها عبر الهاتف النقال إلا أن ذلك لم يكن إلا عصر اليوم التالي وعندما أجابت متلهفة وإذا بالزميلة تبادرها بسؤالها أن تتأكد لها من نتائج تسجيل بوظيفة عبر جهاز الكمبيوتر وبالرغم من أنه كانت هنالك فرصة للتأكد حتى المساء إلا أنها كانت تُلح عليها بأن تتأكد الآن، طلبت منها أن تتريث للمساء فهي منهكة حيث لم تتمكن من النوم وللتو داعبها النعاس إلا أنها كانت تُلح عليها بالطلب وبعد أن رضخت للانتظار أخيرًا وتم إغلاق الهاتف حدثت بنفسها بماذا سيجري لو اطلعتُ على النتائج سريعًا وعدتُ للنوم ما هي إلا دقائق معدودة؟!!
و فعلًا تركت فراشها وتوجهت للجهاز سريعاً، فتحت الصفحة الخاصة بالنتائج ولم تجد لزميلتها اسمًا، عاودتْ الاتصال عليها لتخبرهاو من ثم سألتها: اتصلتُ بكِ البارحة إلا أنك لم تردي فبدأ صوت الزميلة بالتهاوي وكلمات الاعتذار تتبعثر على لسانها.
فوجئتْ بردة فعل زميلتها وما جعلها تُبهت أكثر أن زميلتها اتصلتْ عليها طلبًا منها تفقد النتائج بناءً على اتصال أخرى عليها.
اغلقت الهاتف بصمتٍ مؤلم يملؤه الخذلان ووجع الصدمة وغادرها النعاس لهول ما وقع عليها من صديقة كانت يومًا كذلك.
الخلاصة: احبب في الله ولله وثق بالآخرين ولكن هيئ نفسك دائمًا أن تكتشف يومًا أنهم لم يكونوا أهلًا لذلك والأفضل أن لا تنتظر معاملةً بالمثل من أحد.
دمتم بسعادة.