المرأة السعودية على أبواب المجلس البلدي، والمناصب تتوالى!
جسدت المرأة السعودية عدة إنجازات في المحافل الوطنية المحلية والدولية، في ظل القيادة الحكيمة، وإن كل ما تقوم به المرأة السعودية لخدمة مجتمعها يعتبر إنجازا! فحينما تنجح في تربية أبنائها أو أداء رسالة عملها في أي قطاع حكومي أو أهلي، أو تطوعها بالفعاليات والمهرجانات لخدمة وطنها بالسبل الصحيحة فهي هنا تحقق إنجازات. وأرى ولله الحمد ان السعودية حققت نجاحات واسعة المدى وفي مختلف المجالات والأصعدة وهذا إنجاز كبير لها ولأسرتها وللوطن، وأن كل فرصة تتاح للمرأة من أجل إثبات قدراتها وطاقاتها تعد مفخرة لها وللوطن.
إذ باتت المرأة السعودية مضرب المثل في إثبات ذاتها وتمكين قدراتها من خلال الفرص التي أتيحت لها واستثمرتها بما يعود عليها وعلى بلدها بالنفع، حيث منحت فرصا واسعة للحصول على حقوقها وبيان واجباتها في جميع مناحي الحياة المختلفة، وأصبحت تخدم وطنها جنبا إلى جنب مع الرجل بما يوائم طبيعتها ويحفظ لها حقوقها، وهاهن عشرات الألوف من بناتنا المبتعثات في كل دول العالم لنيل الشهادات العليا، حتى يعدن الى الوطن ويخدمن ويشاركن في التنمية المجتمعية في المملكة، وهذا ليس بجديد عليها، فإن لها دور فاعل وسجل مشرف في مسيرة النهضة السعودية التي ما كانت لتحقق نجاحها لولا تأسيسها على سواعد أبنائها المخلصين من الرجال والنساء.
ولا ننسى أن الفرص القيادية التي أتيحت للمرأة السعودية تدعو للفخر والاعتزاز، وينبغي أن تستشعرالمرأة بنفسها قيمة نفسها في مجتمعها وفي ظل السياسة المتبعة في المملكة العربية السعودية التي تنظر إليها نظرة تقدير واحترام تجعلها قادرة على العطاء في كل ما أتيح لها من مجالات. والمرأة عماد أي مجتمع وأدوارها المنوطة بها عظيمة جدا، لذا لابد أن يعي الجميع تلك المسؤوليات الكبرى لها ويتعاون معها في سبيل تحقيق رسالتها في هذه الحياة.
إن المرأة السعودية أمام تحدٍ كبير من اجل الحرص على تحقيق التوازن بين واجباتها الاجتماعية تجاه أسرتها من جهة، والتكليف المجتمعي من جهة أخرى، وقد اثبتت السعودية بجدارة قدرتها على تحقيق الأهداف الملقاة على عاتقها، مما اتاح لها الفرصة للتميز وتولي مناصب رفيعة المستوى في مختلف المجالات، كمجلس الشورى، والمناصب صاحبة القرار بالدولة، وأخيرا دخولها معترك المجلس البلدي كمرشحة ومرشح!
إن حل مشاكل المرأة العملية والمهنية وليس فقط في المجال الأسري، وحصولها على حقوقها وإنصافها كمواطنة مثل الرجال. فقد أصبح للمرأة دور كبير بأن تحصل حقها في التعليم والابتعاث، وحتى في متابعة أعمالها التجارية، ولا تعتمد على الرجل بأي حال من الأحوال، وأيضاً حقها في إدارة الأقسام والوزارات. ويتحدد في تثقيف الرجل وإمكانية تقبل هذه الفكرة والمشاركة.
لذا تفعيل مشاركة المرأة وكسر الصورة النمطية الموجودة عنها في ذهنية المجتمع، إضافة إلى كسر ثقافة العيب التي يكرس لها المجتمع والتي تقف حاجزاً منيعاً بين المرأة وحقوقها كمواطنة. مشيرة إلى أن دور القيادات النسائية لدعم هذا القرار السامي هو الاستعداد له، بل والمطالبة بتفعيله بأقصى سرعة ممكنة.
حتماً سيكون دور المرأة مجدياً وفعالاً في المجلس البلدي كما فعلت بالشورى، كونها ستنظر للقضايا الوطنية كافة بوجهة نظر مغايرة من وجهة نظر زميلها الرجل، وبذلك تصبح النظرة لقضايانا المجتمعية نظرة شمولية متكاملة وفي هذا الكثير من الإثراء في طرح الحلول.
هل سترشح المرأة المرأة؟
أما بخصوص التصويت والترشيح، فصحيح إن هناك قصور في ثقة المرأة بالمرأة، ولا زالت هناك حلقة مفقودة في زرع ثقة المرأة في اختها في العديد من المجالات وهذه حقيقة يجب ان لا ننكرها بل نعمل على الحد منها. لذا يجب على المرأة السعودية إثبات الذات وعدم الاعتماد على الرجل أو الحكومة، وإنها الآن أمام خوض تجربة الانتخابات البلدية مثلها مثل الرجل، ونحن على ثقة إن قادرة على النجاح في خضم الانتخابات البلدية وستلقى ثقة المجتمع السعودي.
هل المرأة مؤهلة؟
أن كثيراً من النساء مؤهلات على المستوى العلمي وعلى مستوى الكفاءة العملية وفيهن الخير الكثير، وأرى أن تطبق عليها نفس الشروط المطبقة على زميلها الرجل عند اختياره كعضو للمجلس البلدي، وان الشعور بالعدالة لدى العامة وخاصة من يعتقد بأن عدم المشاركة ظلم، وسلامة القرارات والمنطقية والواقعية خاصة فيما تعلق بالمرأة والأسرة «بالنسبة للمشاركة في المجلس البلدي». وفي الوقت نفسه تؤكد دور المرأة في مجلس الشورى كما أتصوره عميق جداً، بدءً من ما يمسها مباشرة كقضايا الأسرة «من زواج، وطلاق، وحضانة، وأطفال...» إلى أكبر قضايا وطنية كالتنمية الشاملة والمستدامة ومجالات العمل النسوي المضبوطة بالشرعية واحترام المرأة.
هل سيتقبل المجتمع ترشيح المرأة؟
يمكن مواجهته بالبدء بتثقيف المجتمع بوسائل مختلفة عن ضرورة تواجد المرأة ليس لمجرد التواجد، وإنما لوجود حاجة تتطلب تواجدها كي تكون القرارات سليمة ومناسبة، وأما الصعوبة الأخرى فهي حماس بعض فئات المجتمع من النساء للتواجد فقط في تلك المواقع بهدف التواجد دون أن تكون هناك قضايا محددة تحتاج لرأي المرأة وتتحمل مسئولية القرار فيها والمشاركة في تحقيق أهدافه، ويمكن التغلب على هذه الصعوبة بغربلة المرشحات من خلال معايير للمشاركة تركز على أهلية المرشحة كما يمكن دعمها بالتدريب.
أنه يمكن التغلب على مثل هذه المعوقات بحضور المرأة فكراً وبحثاً، وأن تطالب بدورها كاملاً وتثبت أنها على مستوى المسئولية، وبمرور الوقت سيتم التغلب على نظرة المجتمع، خاصة عندما يتضح نشاط المرأة. فالتصورات كبيرة والأمل أن تكون مشاركة المرأة حقيقية وفعالة وشاملة، وغير محصورة في مجال معين؛ لأن ذلك من شأنه ألا تؤدي الغرض المطلوب. خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن القيادات النسائية بلغن مبلغاً كبيراً من العلم، ولديهن فهم لما يريده ولي الأمر من مشاركتهن، وبناءً على هذا سيكون دورهن إيجابياً، وستكون مشاركتهن فعالة وستكمل الدور الذي يقوم به الرجل.