حكمة بالغة
في زمن التغريدات التافهة والثرثرات السمجة التي تُفسد ولا تصلح، وتؤخر ولا تقدم، وتكرس في الأمة الفرقة والتشرذم، وفي الأوطان التخلف والتقهقر، وفي النفوس التعصب والتوتر، وتُفني الأعمار فيما إثمه أكبر من نفعه، بل فيما لا نفع فيه البتة؛ نحتاج في مثل هذا الزمن إلى تدبر الحكمة المتينة الواردة عن الإمام الحسن بن علي الهادي العسكري والتي تقول: «قلب الأحمق في فمه، وفمُ الحكيم في قلبه».
فالأحمق يطلق للسانه العنان دون أية ضوابط، فتكثر منه الفلتات والهفوات والزلات والأخطاء الفادحة التي قد تتسبب في كوارث تصغر بجانبها كل الكوارث البيئية، لأنها قد تدمر وطنا أو تُمزق مجتمعا أو تهلك نفسا. أما الحكيم فإن كل كلمة عنده بميزان، لا تخرج من فمه إلا بعد أن تمر على ضمير قلبه ومعيار عقله، فلا تكون إلا طيبة «أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ. تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها».
لا أحد يحب أن يكون مع الأحمق، ولكن عليه أن يتأكد من أن ممارساته اللسانية تنبئ عن حكيم.
ما أعظمها من حكمة، وما أعظم حاجتنا لها.