«حوار المذاهب» التخبط يولد الانفجار
مما يؤسف عليه شديد الأسف أننا أمة ﻻ يسر حالها، وليس هذا وليد الساعة، فهي تعيش حالة من الفوضى والتخبط ومن اﻷزمات الدخيلة التي طالما تدعو إلى الكثير من الخﻻف والتنافر كما هو الهيجان والتقهقر.
أقاويل وكﻻم مما يصنف من القيل والقال واستعراضات همجية تارة من هنا وتارة من هناك وقرارات من الخطابة البائسة والفتاوى الجاهلية، واليوم كما هو اﻷمس، دعوات إلى حوارات مذهبية عقيمة ﻻ طعم لها وﻻ رائحة وﻻ منفعة ترجو وﻻ فائدة.
تلك الفيسفاء من أجل هدف واحد ﻻ سواه، أن يحتدم الصراع وتشتعل نار الفتنة الطائفية والمذهبية ويضعف كيان الأمة وتكسر شوكتها ولكي تتفرج عليها القوى الخارجية المغرضة.
ليس بالسر وليس يخفى على أحد ما يتجدد كل يوم وكل ساعة بثوب مختلف ألوانه من التخبط ليس في الكﻻم أو الخطاب المنبري العادي بل تعداه إلى الخطابه في اﻷصول والتعامل الفقهي والشرعي وكذلك الإنساني وفي الوطنية المسالمة.
هو تفتيت، إن صح التعبير، شامل لكل عناصر القوى ولكل منارات ينابيع الخير والعيش بحياة كريمة وكل مشاركة في السلم الأهلي ولكل المبادئ القائمة والمبنية على التفاهم الحكيم والروح الطيبة والعقل واﻷتزان.
ها نحن نعود من جدبد لكي نكرر وبكل قوه كلمة: كفى تخبطآ، كفى تعسفآ لكل من يدعى في نفسه انتماءه لهذه الأمة واﻷمة منه براء، نقول وبصوت عال:
كفى لتلك الحناجر واﻷلسن التي تثير الفتن والتحريض والتي تعمل ليل نهار على إذكاء نار العداوة والكراهية في وسط الأمة والشعب المسلم الواحد ومن أجل غايات سياسية وعقدية دنيئة.
نقول بصوت ونفس واحد:
كفى لكل هؤلاء المرتزقة عبدة الدينار ممن يتشدقون بعباءة الدين والوﻻء المخادع ويتظاهرون بلباس التقوى والعفة وهم أهل الفسق والفجور وتحطيم اﻷمة.
ها هي تنكشف أسرارهم وتبين حقائقهم وما يروجون له من معتقدات وبضاعة فاسدة،
ها هي البشرية قاطبة تقف على ما يخفون من التزييف والغدر والاحتيال وكل ما ما هو في فكرهم وما يدور بعقليتهم إن كان لهم من عقل من معلقات التخلف والاستبداد.
أحبتي...
ليعلم من يعلم نحن وبفضل من الله لسنا بحاجة إلى وصايا في عقيدتنا ومعتقداتنا من أي أحد كان، وليس لدينا من الوقت نلتفت إليه من معلقات الجاهلية والدعايات المشوهة والمفلسة.
نحن أمة واحدة وشعب واحد في وطن التقوى والطمأنينة، وشعب تجاوز الصغير منا والكبير بعون الله كل ما هو مغرض وبغيظ، ولم ننخدع بفكر خطير ومسيس.
لقد كشف الله لنا الغطاء وكل ما هو متستر ممن يدس لنا السم ويخلق لنا العداوات وتخطينا كل تلك الرهانات والتصنيفات العبثية الفاسدة، وصدق الله العظيم في قوله تعالى:
«يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك».
ها نحن اليوم، كما أباؤنا وأجدادنا، نجدد العهد بيننا ونحصد تلك الثمار النقية الطيبة، نحصد كل مازرعناه بيننا من الثقة والحلم والوعي وكما تعلمنا ونعلم أجيالنا في عدم الانجرار إلى ما ﻻ يحمد عقباه.
هانحن نبذل قصارى جهدنا فردآ وجماعة لتحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار وأن نكون محل المسؤولية في العهد أوﻵ أمام الله ثم مجتمعنا «بوحدة الوطن» وعدم التراجع والضعف والخذﻻن.
أن نقف كما نحن في الماضي والحاضر والمستقبل، جميعآ صفاً واحداً مع حكومتنا أمام كل من يحاول زعزعة أمن الوطن واستقراره وفي وجه المتسربلين بعباءة الخبث وأحزمة التفجير والضﻻل.
آمالنا بعون الله ثم بتوجيهات ومباركة وﻻة اﻷمر حفظهم الله ورجاﻻت هذا المجتمع من العلماء الأفاضل وكذلك الرواد من الجانبين المثقفين من اﻷدباء والكتاب والشعراء، بهذه البلاد الكريمة الطيبة بﻻد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، معقودة على نشر الحب والتسامح، وأن يكون الوفاء والحكمة والاعتدال في القول والعمل والتعامل وقبول الآخر، شعارنا ويجعل الله أيامنا كلها أمناً ونماء وعطاء.