بعض المخاطر

عرضت سابقا في سلسلة من المقالات قصصا لمختلف أنواع الاحتيال والمخاطر المحتملة من الاستخدام غير الواعي للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. ففي قصة سوسن الساذجة، قدمت سوسن كل المعلومات التي يحتاجها أي مضمر شر لها على طبق من ذهب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وأعطته الضوء الأخضر لسرقتها، الاعتداء عليها أو حتى قتلها! أما في قصة عبدالعال، فكان الاحتيال عاطفيّا ذهبت ضحيته فتاة في عمر الزهور غرر بها وخدع قلبها البريء. لكن في قصة كريم، الباحث عن وظيفة الأحلام، استغل المحتالون حماس كريم الشديد للحصول على وظيفة أفضل والذي ترافق مع قلة حذره وسرقوا كل مدخراته.

في قصة الداهية، استغل المحتال الداهية حاجة البعض لسلعة معينة أو للكسب السريع والذي رافقه قلة الحذر أيضا ليسرقهم وحصل على ولاء وامتنان سائق التوصيل فقط بوجبة عشاء مجانية. وفي قصة محترفي التسويق الهرمي/الشبكي، كان احتيالا ماديا ممنهجا ومدروسا ومنفذا باحترافية مستغلين حاجة الناس المادية وقلة وعيهم. وأخيرا في قصة صديقتي صاحبة الحظ الاستثنائي التي كلما بحثت عن استئجار أو تنازل عن خادمة، كانت تجد عروضا مذهلة وغير منطقية حتى وقعت في شباكهم وخسرت 67 ألف ريال.

تختلف أنواع الاحتيال وتتطور كل يوم فيخترع المحتالون طرقا وأساليب جديدة مستغلين حاجة وسذاجة الناس ومستفيدين هم أيضا كغيرهم من البشر من التطور والتقدم التكنولوجي لتحقيق أهداف أو مكاسب غير مشروعة.

من الواجب علينا معرفة ليس فقط فوائد الشبكة العنكبوتية وإنما مخاطرها أيضا:

1. أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مهمة في حياتنا، فهي مجانية وسهلة الاستخدام والغرض منها التواصل مع الأهل، إحياء علاقات الصداقة القديمة وتكوين علاقات جديدة بكل يسر وسهولة، لكن يجب تعلم أن في العالم الرقمي، من السهل الوصول لك وأنك كتاب مفتوح، حيث تحتفظ الشبكة العنكبوتية بكل ما تنشره فيها كمعلوماتك الشخصية، حياتك العاطفية، حالتك الاجتماعية، توجهاتك السياسية ومعتقداتك الدينية حتى لونك وطعامك المفضل، وبإمكان أي شخص استخدام ذلك لصالحك أو ضدك.

2. لقد سهلت الشبكة العنكبوتية على الأفراد تقمص الشخصيات والادعاء بأنهم أشخاص آخرون سواء للهروب من واقع، أو للتسلية أو لأهداف شخصية خبيثة. من ضمن هؤلاء منتحلو شخصيات المشاهير أو البالغون الشاذون جنسيا الذين يدعون أنهم أصغر سنا ليتسنى لهم التحرش بالأطفال والمراهقين.

3. إن علاقات البشر معقدة جدا في الحياة الحقيقية لكنها أكثر تعقيدا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب سهولة حصول سوء الفهم لغياب نبرة الصوت أو تعابير الوجه ولغة الجسد أو جميعها. أيضا غياب المعرفة الشخصية وإمكانية التفسير الخاطئ لبعض الكلمات والذي قد يؤدي في بعض الأحيان لدعم مجتمع كامل مكون من مئات الآلاف لك أو شن حرب عليك في ثانية!.. يتبع.

كاتبة صحفية