المكتبات الخاصة في الاحساء

مكتبة الأستاذ محمد سعود الحداد «أنموذجاً» «3»

الأستاذ محمد بن سعود الحداد من مواليد مدينة المبرز محلة الشعبة القديمة عام 1381 هـ  - 1961م، متقاعد من شركة أرامكو، وهو رجل مثقف يهوى القراءة وله علاقة وطيدة بالكتاب تمتد إلى أكثر من خمسين عاماً، حيث بدأت علاقته بالكتاب في حدود عام 1393 هـ  - 1973م - وهو في حدود الثانية عشرة من عمره حيث كانوا أخوته الكبار يبعثونه لشراء مجلة العربي الكويتية من المكتبات ومنها كانت البداية، حيث بدأ في الانطلاق أكثر في القراءة ومن أوائل الكتب التي قرأها كتاب كليلة ودمنة فقد قرأه أكثر من مرة وأثر فيه تأثيراً كبيراً.

وبعد العلاقة مع الكتاب بضع سنين جاءت فكرة إنشاء مكتبة شخصية خاصة وكان ذلك في عام 1399 هـ .

ومنذ ذلك التاريخ بدأ بناء المكتبة شيئاً فشيئاً حتى أصبحت في عهدها اليوم تحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة كتاب متنوعة على عدة أقسام فمنها: -

كتب علمية - كتب ثقافية - قرآنيات - إسلاميات - ثقافة عامة - لغة عربية - فلسفة - كتب طب شعبي وبديل - مجلات - الموسوعات في شتى أنواع وأصناف المعرفة.. الخ.

وما يميز هذه المكتبة كثرة الموسوعات ووجود الكتب الطبية الكثيرة التي قد يفوق ما فيها الكثير من المكتبات الأخرى.

علماً بأن المكتبة تقع على مساحة قدرها خمسة أمتار ونصف في مثلها.

والمكتبة موجودة في محل سكنى الأستاذ محمد أي في منزله الكائن في محلة الشّعَبة المجاورة لحي الأندلس في مدينة المبرز بمحافظة الاحساء، والمكتبة حالياً تتربع في الزاوية اليمنى من الطابق الأرضي للمنزل ويُعدّ هذا الموقع الخامس لها بعد أن تنقلّت في أربعة مواقع أخرى قبل ذلك في المنزل بين المجلس ثم غرفة عامة ثم السطوح وعادت إلى المجلس مرة أخرى لتستقر أخيراً في مقرها النهائي الذي أعدّ لها خصيصاً وهو الزاوية اليمنى في الطابق الأرضي من المنزل كما أسلفنا آنفاً.

ونختم بقصة لأحد الكتب في المكتبة على لسان صاحبها الأستاذ محمد الحداد حيث يقول بأنه اشترى كتاب «تاريخ الحضارات العام»، واستعار أحدهم منه المجلد الأول ولكنه وللأسف لم يرجعه وعانى الكثير حتى تم العثور على المجلد في أحد معرض الكتب في إحدى الدول العربية عن طريق أحد الأصدقاء، فهذه هي الكتب والمكتبات فائدة وتسلية وعلم ومعرفة ومعاناة إذا لم نحافظ عليها وبسبب ذلك كان الكثير من السابقين من أصحاب الكتب والمكتبات لا يعيرون الكتاب حتى قيل «أحمق من يعير الكتاب والأحمق منه من يعيده».

تظل المكتبات منارة تنير الطريق لكل قارئ، لكل كاتب، لكل باحث، لكل من يريد أن يصل للعلم والمعرفة.