الرجل المزيّف
لو سمحت يا أستاذ أحتاج استشارة وهي: «إن زوجي لا يهتم بي ولا يقدرني كزوجة ولا يدري عن أحوال عياله، فهمه فقط أكله وشربه وأهواء نفسه وطلعاته، بعدما يأتي من العمل يأخذ حاجته وبعدها يخرج من البيت ويرجع في وقت متأخر من الليل، وبصراحة أنا أحتاج رجل في حياتي يهتم بي كأنثى ولي احتياجاتي الخاصة وكذلك عيالي يستفقدون والدهم ولا يعلم عن حالهم شيئاً، فقط يوفر لهم الاحتياجات الضرورية وكفى، وحاولت كثيرا معه في تعديل سلوكه بالنصيحة والتوجيه والطلب والعتاب، وبعده ذلك يرضينا ويواسينا بضعة أيام ويرجع إلى طبعه السيء، ولا أعلم كيف أتصرف معه؟ وقد صبرت عليه لأجل الحفاظ على عائلتي. فهل من سبيل؟».
المرأة بطبعها لا تحتاج إلى فارس أسطوري فهي فقط تبحث عن رجل حقيقي، إذا جلس معها أشعرها بأنوثتها وإذا وعدها صدق في قوله وفعله، وإذا احتضنها شعرت بالأمان معه، وإذا همس في أذنها نبض قلبها بحبه وإخلاصه، ويؤمن لقمتها وسكنها ويصونها من الشوائب ويحفظها في قلبه كاللؤلؤة في صدفتها. فهي تحتاج إلى قلب واضح، وظهر قوي، ويد لا يتركها في منتصف الطريق.
في زمننا هذا ما أكثر أشباه الرجال فتراهم بمظهرهم وكلامهم وتستغرب من أفعالهم، يُتقن الكلام ويُجيد التمثيل، ويعرف كيف يزرع الوهم في قلب أنثى وبعدها تنصدم من أفعاله وسلوكياته وحبه لنفسه وتفوح منه رائحة الأنانية والخيانة، لذا تراه رجلا لا يعرف من الرجولة إلا المظهر، ولا يحمل من الصدق إلا عند حاجته، وينسحب في وقت احتياج زوجته وأم عياله. فلا يهتم بعياله فحبه لنفسه أعمى قلبه ومصالحه مقدمة على كل من حوله، ويهرب من مسؤوليات أسرته. فهذا هو الرجل المزيّف التي لا تطمأن له الأنثى بمعاشرتها له ولا تثق به ولا تستطيع أن تسلم قلبها ومشاعرها له، ولا تبذل ما عندها لأجل مصلحته.
الرجل المزيّف هو الذي:
• يُحبك بالكلام، ويغيب عنك بالفعل.
• يعدك بكلامه، لكنه لا يلتزم.
• يظهر وقت حاجته، ويختفي عند حاجتك.
• لا يغار على عائلته ولا يقدّر احتياج أسرته.
• يتحدث عن الرجولة ولكنه لا يعرف معناها.
• يهرب من أي مسؤولية تكون على عاتقه.
• يدافع عن نفسه بالصراخ لكي يكون منتصرًا.
• ممثلاً بارعًا بالخداع لأجل مصلحته.
أيها الرجل إذا لم تكن على قدر مسؤوليتك واهتمامك ورعايتك لأسرتك فسيأتي يومًا تخسر من يحبك؟ ومن أهداك روحها وقلبها؟ فلا تفرط فيمن حبتك وأكرمتك وحافظت على نفسها وعيالها لأجلك، فالجوهرة إذا لم تصنها ضاعت منك، وبعدها تندم وتتأسف ولا تجد من يخاف عليك ويسأل عنك. واعلم بأن المرأة تجد نفسها في حالة انتظار مؤلم وخيبة متكررة ودموع تُخفيها لتبدو قوية لأجل الحفاظ على أسرتك.
الحياة شراكة بين الزوجين وهما مسؤولان أمام الله سبحانه وتعالى في تأدية حقوق بعضهما البعض فالمقصر يحاسب، وليحفظ كل واحد منهما الآخر ويتحمل مسؤوليه ما فرضه الله عليه لأجل تربية الأبناء واستقامتهم في الحياة، فليعلم كل منا بأن الحياة الهادئة والهانئة تحتاج إلى تفاهم العقول وتحابب القلوب وانسجام الأرواح والصبر الحكيم والحلم الجميل، والأسرة السليمة هي الركن الأساسي في تنشئة مجتمع صالح.
رعاكم الله وحقق أمنياتكم