اليقين

تحمل كل معاني الفرح والسرور بين قسمات خديها .

تشع بسمتها بالنور .

وتفيض من ينابيع حنانها على من حولها .

وفي داخلها قلب مهشم .

كُسرا بأنامل الغدر والكبرياء , وفي ربيع العمر .

وفي أعماق المحيط وبين أمواجه العاتية يتراقص جسدها النحيل .

وتلقي بأحزانها في قاع المحيط .

كبريائها ونفسها الراقية تعيبها عند البوح بآهاتها .

وجمال عينيها تخونها عند بكائها , ولسانها يتوارى عن صراخها .

وترفعها الموجة العالية , بعد أن سلبتها كل معانيها .

وبين الأمواج وأعماق المحيط السحيق , نظرت يقين .

قشة محطمة كسرتها محن السنين .

ارتعشت أنامل يقين وهي تحاول التمسك بالقشة .

لكنها هي الأمل ... هي الحياة .

بحنان وهدوء ضمت يقين القشة إلى أناملها .

وعلى ساحل المحيط تتكسر الأمواج , وتعانقت يقين مع تكسر الأمواج .

وبين رمال الساحل الذهبية , وفي أعماق الرمال المتلألئة , أخفت يقين أحزانها عن أعين المتطفلين .

حزنها وآهاتها كنز ثمين ولا يقدر بثمن .

ومن بين الأنين ألتقط النور شعاع الحزن قبل أن يحطم يقين .

وقرأ على ألواح صندوقها نقاء حبها , وصفاء روحها , وشفافية حروفها ,ولمح على خديها براءة طفولتها .

ولمع شعاع الحزن بين أنامله .

خفق قلب يقين لأن أحزانها يجب ألا ترى النور .

ولكن الحقيقة غردت في فضاء النور .

وأخذ يجمع الشعاع الذهبي لحقيقة الآهات .

تلهو ببراءة وعفوية .

وتحلم بالحب والحنان والأمان .

عش هادئ متوج بالعصافير المغردة .

وتتحطم أحلامها عند أعتاب عشها .

أمانة لم تصان , وحرمة لم تقدس .

وأمومة تهان , وزوجة تكبل .

وعناق حار وطويل ليس بين الحبيب والشريك بل مع وسادة الدموع والآهات .

وتزف لها أعذب المعاني لتفيض عليها أحزانها .

وينسلخ عن أبوته وبين الرياح والعواصف .

تسير على غير هدى فلذات أكباده تتلمس الحنان .

وتبحث عن معاني الأبوة بين برودة الهواء القارص .

وتتساقط كما تتساقط أوراق الشجر .

لم يعد للأبوة معنى !

تمتد يد الحب والحنان لتعانق يقين , وتمسح آهات المحن .