تكريم الرموز
إن «ثقافة التكريم» للرواد والمبدعين ظاهرة ملهمة، تستحق الفخر والإعجاب؛ فتكريم المبدعين والمنجزين في مختلف المجالات ليس مجرد رسالة شكر وعرفان فقط لكل تلك الإبداعات والإنجازات التي تحققت على يد أولئك الرموز، ولكنها رسالة تشجيع للأجيال الشابة، التي ستشعر بالفخر بوطنها الذي يكرم المبدعين والملهمين، الأمر الذي سيدفعها إلى التفاني لتنمية وازدهار وطنها، الذي لا ينسى صنّاع ورموز نهضته.
إن تكريم الرموز لمسة وفاء لكل من أخلص وأنجز لوطنه وللبشرية بشكل عام.
كثيرة هي المعايير التي تُشير إلى الدول والمجتمعات المتقدمة، لعل أبرزها وأهمها، الاحتفاء بالشخصيات التي أسهمت في التنمية على كل الصعد.
قبل أيام منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى لثلاثة من الرموز الوطنية الملهمة، وهم: الأديب والناقد عبدالفتاح أبو مدين والدكتور علي الدفاع المؤرخ وعالم الرياضيات المعروف، والدكتورة سمر الحمود الجراحة الشهيرة وأول عربية تنال لقب «استشارية فخرية» من مستشفى سانت مارك البريطاني الشهير.
ولقد شاهدنا جميعاً تلك الدقائق المؤثرة والجميلة التي رافقت التكريم من يد «الرجل الأول» في الدولة، وهو المثقف والمؤرخ الذي يُدرك جيداً قيمة وتأثير التكريم في كل الوطن، وليس في المكرمين فقط.
وتكريم الرموز الوطنية الذي يُجسّد معنى «الولاء» لهذا الوطن العزيز، هو حالة متقدمة من «الوفاء» التي يُعبّر بها قادة هذا الوطن لكل من أبدع وأنجز.
إن التكريم، يُمثّل قيمة رائعة سيما إذا كانوا أحياء؛ إذ سيُحقق كثيرا من الرسائل والمضامين، ويُعزز حالة الفخر والامتنان للمكرمين وأسرهم، بل عموم الوطن. وبهذه المناسبة أتمنى لو أن تكون لدينا «جائزة وطنية عليا» لتكريم الرموز والمبدعين في عدة فروع وحقول، تماماً كما هو الحال في الدول الكبرى. جائزة كبرى، يحتفي بها الوطن، كل الوطن. جائزة تحمل الرمز الوطني الأول: «سلمان بن عبدالعزيز»، وتُنشأ لها هيئة متكاملة، وتكون بمنزلة جائزة الدولة التقديرية التي آن لها أن تعود بهذا الاسم الجديد: «جائزة الملك سلمان الوطنية» لتكريم الرموز والمبدعين.
جائزة لها ضوابطها وشروطها ومعاييرها الكثيرة والكبيرة، ولكن أولها وأهمها وأبرزها أن يكون المُكرم على قيد الحياة.