الصبر مرُّ لا بد منه
واصبر فإن الصبر في الدنيا إلى...... نيل المنى والقصد نعم المنهج
تمر على الإنسان مصائب كثيرة وأزمات عديدة في مسيرة الحياة، ويعتقد أحيانا بأنه وقع في دائرة مغلقة لا مفر منها ولا نافذة أمل يطل منها ولا شمس تشرق ويشع ضياؤها، فحياته أصبحت ظلاماً ولا يشعر بليله ونهاره، ولا بلذة شرابه وطعامه، ولا سرور في ضحكته وابتسامته، وظهره ثقيلا وصدره مهموماً وقلبه مغموماً، ومشيه بطيئاً ورأسه منكساً وكلامه خافتاً، والأعظم من هذا كله أن يعيش الإنسان مجبوراً مع أشخاص لا يحملون الإحساس بالآخرين، ومشاعرهم ميتة تجاه الآخر، وحتى لو أخبرتهم فقلوبهم ميتة وابتسامتهم قاتلة، واستصغارهم للأمور متعبة.
اعلم بأن الأيام تسير سواء صبرت أم لم تصبر، فإن صبرت فقد نلت المنى، وإن يئست أصيبت فرائسك بالخيبة والخذلان، ولكي تتجاوز كل أزمة أو صعوبة في الحياة لا بد لك من الهدوء والتروي والحكمة والتركيز والتفكيك وطلب التوفيق من رب العباد، واستشارة المختصين إن لم يترتب عليك أضراراً، وإذا استطعت أن تحل أمورك بنفسك بدون اللجوء لأي إنسان فأنت أغنى الناس لأنك استغنيت عن الآخرين في أمورك الشخصية. أحيانا تلجأ إلى قريب فيخذلك وإلى بعيد فيزجرك وإلى صديق فيسخر منك. إلى متى تكون صغيراً لاحتياجك لهم؟ فتوكل على الله عز وجل في حل أمورك وخطط لحل أزماتك بنفسك فكن عزيزاً قدر ما تستطيع فإن لك كرامة وعزة ولا تبيع ماء وجهك بالرخيص لمن لا يستحق أن تبث شكواك إليه، وأما الأمور الصعبة والتي يتطلب فيها دخول أطراف أقوياء فلا مانع من استشارتهم ومساندتهم ومساعدتهم لتجاوز أزماتك. وشكواك عند الإله وتوكلك عليه يجعل لك فرجاً ومخرجاً.
قصة حقيقية من غرائب القصص الدنيوية والابتلاءات العظيمة فقد صبروا ونالوا مناهم ومرادهم، عائلة فقدت ابنها وهو صغير لظروف غامضة وبحثوا عنه بكل وسائل الطرق ولم يجدوه فسلموا أمرهم لربهم عز وجل، وبفضل الدعاء والتقرب لله سبحانه وتعالى فقد تم عثور ابنهم بعد أكثر من عشرين سنة وكانت فرحتهم كبيرة، والله سبحانه وتعالى لا يخيب عبده إذا توكل عليه في تفريج همه قائلاً: ربِّ اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب. فيفتح الله لك أبواب الفرج من حيث لا يدري.
أنواع الصبر كثيرة ومنها الصبر على الطاعة «تأدية الفرائض اليومية والعبادات والتزام أوامر الله عز وجل والابتعاد عن نواهيه»، ومنها الصبر على المصائب والنوائب والصبر على ترك المعاصي والشهوات والسعي إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى، والإنسان في خسارة دنيوية وأخروية إن لم يصبر على ما ابتلي به، ونستشهد بسورة العصر في القرآن الكريم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «وَالْعَصْرِ «1» إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ «2» إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ «3»» بالصبر ينال الإنسان مراده وتفريج همومه، ويجعلك هادئاً مطمئناً بعيداً عن حياة الاضطراب الذي تسببه الابتلاءات المتنوعة. قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2 - 3].
لو رجعت للتاريخ وابتلاءات الناس لوجدتها كثيرة ومريرة لكنهم صبروا ونالوا خير الدنيا والآخرة، فالبعض منهم تم سجنه في بيت في مكان مظلم كالقبر وهو مقيد بالحديد وزاده قرصين من خبز الشعير اليابس وكف ملح وشربة ماء لمدة زمنية كبيرة، ولكنه صبر وفرج الله همه ونال المنى، وعدٌ من الله تبارك وتعالى وهو لا يخلف الميعاد: ﴿فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً. إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً﴾ [الشرح: 5 - 6]. وإذا جاز تخلف وعود البشر وتبدل قوانينهم، فوعد الله لا يتخلف، وسنة الله لا تتبدل إنه وعد من الله سبحانه وتعالى يتجاوز حدود الزمان والمكان ”فلن يغلب عسر يسرين“
وكما قيل في الأدب الشافعي:
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى....... ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها....... فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ
سؤال التحدي الأسبوعي: اكمل النمط: 3,7,16,35،.........
أ» 74 ب» 75 ج» 85 د» 90
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: 2 أس 10