النقطة الفارقة في مواجهة كورونا
في صباح أحد الأيام - قبل أسبوعين تقريبًا - فتحت هاتفي للاطلاع على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا بي أقرأ رسالةً من أحد أصحابي عنوانها «كورونا على الأبواب»، تجولت قليلًا بين الرسائل الأخرى لأرى رسالة من صديق آخر تمت عنونتها ب «إحصائيات المصابين بفيروس كورونا عالميًّا»، انتقلت بعدها لوسيلة تواصل أخرى لأرى أمامي انفوجرافيك لطرق الحماية من كورونا، وهذا أمرٌ طبيعي في عالم البشر عندما يستجد في الحياة أمر ما يتم تداوله بين الناس.
ولكن بعد انتشار هذا الوباء - حمانا الله وإياكم من كل بلاء - وصلنا لمرحلة متقدمة جدًّا من الهلع والخوف، لأنه وببساطة لا يوجد حديث في أي اجتماع إلا وكورونا متصدر المشهد في الغالب، ويكفيك أن تجول ببصرك وسمعك في وسائل التواصل الاجتماعي الآن ليصيبك الهلع والخوف بل ويسيطر على تفكيرك وكل جوارحك.
استوقفتني يوم أمس رسالة من أحدهم في مجموعة واتسابية بعد سلسلة رسائل عن كورونا وهي عبارة عن «طرفة» أراد بها إدخال السرور على من معه، فأتاه الرد سريعًا من شخص آخر بقوله «الناس وين وإنت وين، صحيح الفضاوة وما تسوي» فرد عليه الأول: «ياخي كن إيجابي واطلع عن هالجو».
توقفت كثيرًا عند كلمة «كن إيجابي» فبالفعل ما أحوجنا لأن نكون إيجابيين في هذه الفترة لا أن نزيد النار حطبًا، والإيجابية لا تعني اللامبالاة - كما يفسرها البعض -، أو السير عكس التيار إن صح التعبير.
أن تكون إيجابيًا يعني أن تكون قويًّا متفائلًا متوكلًا على الله سبحانه وتعالى، متسلحًا بالاحتياطات والتوجيهات من أهل الاختصاص، تسعى جاهدًا لرسم الابتسامة على شفاه من حولك، تساعد القلوب الخائفة وتطمئنها، تقدم المساعدة للآخرين دون أن يطلبوا ذلك ودون أن ترجو مقابلًا لعملك، تجتهد بالدعاء لله عز وجل ليكشف هذا البلاء.
فكن أنت النقطة الفارقة في مواجهة هذه الأزمة مع أهلك ومجتمعك ووطنك.
حفظ الله هذه البلاد ومن عليها من كل سوء.