أًنغرق في المِلْح أمْ نعيش في العسل؟!

عندما نقبل على تجربةٍ جديدة طالما حلمنا بتحققها، فإن إقبالنا يكون عادةً باندفاع وحماسٍ وفرحٍ وسرور، كشراء سيارة جديدة مثلاً، أو قبولنا في الجامعة أو التخصص الذي كنا نسعى إليه، أو امتلاكنا لمنزل العمر.... إلخ.

وكلامي هنا يخص تجربةٍ هامةٍ جدًا في حياتنا وهذه التجربة ينطبق عليها الأمر ذاته وهي مرحلة الزواج، فمعظمنا يقبل عليها بشعورٍ غايةٍ في الجمال والروعة وسرعان ما يتحول هذا الشعور - عند البعض - إلى خيبة أمل أو لا أقل إلى ندم لخوض هذه التجربة، وكل ذلك بسبب ما يسمى عند البعض ب «ملح الحياة الزوجية».

نعم، أعني المشاكل التي تعصف بهذا الرباط المقدس لتجعل منه بركانًا ثائرًا.

ولو تساءلنا عن سبب ذلك لوجدنا أسبابًا عدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

- اختلاف العادات والطباع بين الزوجين.

- عدم الاستعداد النفسي والتأقلم مع مراحل دورة الحياة.

- سوء الفهم.

- المشاعر وكيفية التعبير عنها.

وهذه المشاكل وغيرها كفيلة بأن تجعل بين الزوجين حاجزًا فولاذيًّا يمنع كلاً منهما من رؤية جمال الآخر أو حتى تقبله.

ولو تأملنا جيدًا في هذا الأمر ونظرنا بنظرة فاحصة لأيقنا بأننا كزوجين الخاسر الأكبر من كل ذلك.

نصيحة محب:

نحن الآن على بعد أيام قليلة عن شهر رمضان المبارك، شهر المغفرة والرحمة والرضوان، ومن الجميل أن نستقبله بقلوب هادئة مطمئنة، ويكون ذلك بإرادتنا كزوجين في تصفية القلوب وتذويب هذه الخلافات حتى «نصيب عصفورين بحجر واحد»!!

العصفور الأول: تحقيق الراحة النفسية والسعادة الزوجية التي طالما حلمنا بها.

العصفور الثاني: ذو بعد أخروي وهو انسلاخنا من ذنوبنا التي أثقلت كواهلنا بأمر في غاية اليسر والسهولة، ولكن كيف يكون ذلك؟!!

لنقرأ معًا هذه الرواية المروية عن الرسول الأكرم : «إذا نظر العبد إلى وجه زوجه، ونظرت إليه، نظر الله لهما نظر رحمة، فإذا أخذ بكفها، وأخذت بكفه، تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما».

والآن ماذا ننتظر؟!!

هل نصمم على موقفنا ومكابرتنا ونستمر بما نحن عليه؟

أم ننسف ذلك الملح معًا ونحوله إلى عسل مصفى؟!!

القرار لكم...