صوتهُ وانكسارُ اللغة
إلى الصديق الشاعر الأستاذ سعيد معتوق الشبيب «أبي حمدي» - رحمه الله - الذي زرع الدموع في صحائفي بعد أن كان يقرأ آمالي ويبتسم.
كثيفٌ كأوجاعي
عظيمٌ كذكرهِ!
أريحوهُ في أقصى جراحاتِ شعرِهِ
و زفّوهُ كالعرّيسِ
لن يهدأَ المدى..
بغيرِ الشذى الممتدِّ من نزفِ عطرهِ
أريحوهُ
ما في الشعر إلا شعورُهُ
وما عمرهُ المكسورُ إلا كعمرهِ
أريحوهُ
ما في العمرِ قدرٌ مشرّفٌ سيمتدُّ
إلا من سلالةِ قدرهِ
سعيدٌ … شبيبٌ
شبَّ في العمرِ سعدُهُ
فكيفَ يسدُّ الرملُ أضواءَ فجرِهِ؟
وكيفَ يُرى الطوفانُ؟ والماءُ نائمٌ؟
وكيفَ ينامُ الماءُ في عمقِ جمرهِ!
ستنكسرُ الأحلامُ،
أدري بأنها:
تربَّت على ما انساب من فيضِ فكرِهِ
وتنسكبُ الأفراحُ
حتى كأنها تلاحقُ نهرًا فرَّ من عذب نهرِه
فأيُّ مساءٍ قُدَّ من شهقةِ المدى؟
إذا هُشِّمت أحلامنا حين ذكرِهِ
وأيُّ نواحٍ لاهبٍ في أضالعي؟
سينشرُ في عسري تفاصيلَ يُسرِهِ
قَوامٌ رعى الأحلامَ من فوقِ صدرِهِ
ستنكسرُ الدنيا على كسرِ ظهرهِ
وثغرٌ يربّي الحبَّ في كلِّ بسمةٍ
سيذبلُ صوتُ العمرِ من بعدِ ثغرِهِ
ويخفتُ كلُّ الشعرِ بعد دواتهِ
فقد أخذ الأشعار في وسط قبرِهِ