مساندة الآخرين عندما يتعرضون للمشاكل
بطبيعة الحال في هذه الحياة قد يتعرض الناس لمصائب ومشاكل عويصة تضع خوفا وقلقا وثقلا على النفوس الخاصة بهم، وبالتالي يتطلب التعامل مع هذه الحالة عن طريق اتباع أسلوب المساندة والمواساة التي تعمل على تخفيف حجم المشاكل التي تواجه المجتمعات والأفراد، فالإنسان مطالب بالتخلي عن السلوك الذي يميل للاعتماد على المصلحة الذاتية الذي ينتج عنها الخصومة والأنانية وحب الانتقام وإثارة المتاعب والفتن.
على سبيل المثال لو تعرض شخص أو مجتمع لقضية تسببت في إثارة الفتنة والربكة هناك بعض البشر يقومون بممارسة الشماتة والحروب الاجتماعية التي تعمل على زيادة الشعور بالضغط النفسي الشديد، فالمجتمعات التي لا تنتشر فيها ثقافة المساندة تصبح متفككة وتكثر فيها المشاكل النفسية والأخلاقية والاجتماعية.
وعكس المجتمعات المبنية على التفكك والعنصرية هي تلك المجتمعات التي تقدم أفرادها الخدمة والإعانة للمتضررين نفسيا وفكريا وجسديا، فالإنسان الذي يواسي من حوله يعتبر صاحب قلب طيب فمن يفعل الخير سيجد الرزق والنعمة ليس فقط للنفس الخاصة به بل حتى تجاه الأشخاص المحيطين به سيشعرون بالراحة والطمأنينة إذا رأوا من قام برد الجميل وتمني الخير لهم.
وحتى ولو تكرم الإنسان على الأقل أن يتلفظ بكلمة ”أحبك“ فهذه الكلمة لها دور في جعل الفرد يعبر عن المشاعر الخاصة به تجاه من يتعرضون لمنغصات نفسية متعبة فهي تزيل الهموم والأحزان والأثقال المعنوية الناتجة عن قساوة الظروف القاسية التي تعكر المزاج وتربك العقل وتحيره فتجعل الناس يكونون مضطربين ومهزومين أمام كل موقف سلبي وعقبة.
إن الكلام اللطيف والطيب له آثر كبير على النفوس فهو يؤدي لتقريب القلوب بطريقة فعالة عوضا من الدخول في نزاعات ومناوشات كلامية تشعل خلافات تسبب ردود أفعال لا تنسجم مع التفكير العقلاني، الأمر الذي يستدعي تحسين الأوضاع باتباع أساليب لطيفة ومحببة تساعد على تحمل المشقة والتعب الشديد في الحياة، وبالتالي فإن تحمل تلك المشقات والعقبات يساعد على تسريع الخطى نحو إخماد النفوس المشحونة بالانفعال والتوتر، بمعنى آخر تهدئة الصراعات التي يكون الهدف منها إثارة تصادمات تبقى لفترة طويلة من الزمن.
عام جديد يكون إن شاء الله مليء بالتعاون والمودة والاحترام.