مدرسة جعفر الطيّار تودّعُ أحدَ أعمدتها متقاعدًا

بعد أعوامٍ حافلةٍ بالعطاءِ يترجّل فارسُ التوجيه والإرشاد عن صهوة التعليم تاركًا أثرًا جميلاً في نفوسِ زملائه وطلابِهِ الذين ارتسمتْ ابتسامتُه وبهيُّ عنايته بهم في قلوبهم، وأحسبُ أني لست مبالغًا إن قلتُ بأنّ مدرسة جعفر الطيار الابتدائية ستحنُّ إليه كثيرًا إنّه الأستاذ القدير سلمان علي المسبّح.

الجديرُ بالذكر أنّ الأستاذ بدا مسيرتَه العمليّة مدرسًا منذ عام 1416 هـ ، عمل في مدرسة البحاري المتوسطة خمس عشرة سنة، ثم في مدرسة ابن بطوطة الابتدائية بأم الحمام سنة واحدة، ثم في مدرسة جعفر الطيار الابتدائية ثلاث عشرة سنة، وختم مسيرته في التعليم هذا العامَ متقاعدًا مبكرًا.

ولعلّ كثيرًا من أولياء الأمور يدينون لهذه القامة بالفضل الكبير في متابعة أبنائهم عن كثب، والاهتمام بتحصيلهم العلميّ وتقويمهم السلوكيّ، إذ كان يقابلهم كالأب الحنون كل يوم بعباراته التشجيعية وابتسامته الأبوية في وجوههم، وكان يتسع صدره لحلّ أي مشكلةٍ يواجهها الطالب، ولم يدّخر أي جهدٍ في سبيل تذليل الصعوبات وتقديم الحلول وتهيئة الجوّ الدراسي المناسب لأبنائه الطلاب.

إنّ عبارات الشكر والثناء تقصر عن بلوغ مدى عطائه وما قدّمه من خدمة جليلةٍ سيبقى أثرُها الكبير في نفوس أبنائه التلاميذ، فلك منا أستاذنا القدير «سلمان علي المسبح» أعذب أكاليل العرفان والامتنان، سائلين المولى أن يمدّ في عمرك في خير وعافية، وأن يهنّئك في حياتك التقاعدية الجديدة.


 

شاعر