التمرد على السائد
قرة العين شخصية عراقية فذة، حصيفة التفكير، جميلة الجوهر والمحيا، عالمة فاضلة، تمردت على مجتمعها واعتلت المنبر وخطبت في الناس وألقت دروسها للرجال والنساء، والنتيجة أنها حققت كثير من المكاسب والمناصب، حققت ثقة الكثيرين لغزارة معارفها وذكائها، لكن الأحزاب المخالفة لخطها حفروا لها الحفر ونصبوا لها المكائد والعراقيل، ولفقوا عليها التهم والشائعات، ففي الأخير شاءت الأقدار أن تكون ضحية لذلك الصراع الذي واجهته..
قرة العين شخصية تستحق التدوين وتستحق القراءة، هي ليست حكرًا للتراث العراقي وتاريخه، بل هي حكاية الأجيال، حكاية الماضي والحاضر والمستقبل..
وهنا نطرح سؤالًا غاية في الأهمية، وهو: كيف نواجه المختلف معنا؟، هل نقبل الآخر ونحترم خصوصياته وقناعاته؟!، أم نرجم كل من خالفنا الفكر والتفكير؟!، إن كان الجواب القمع للآخر المختلف، فنحن مع جماعة النمرود الذين رشقوا إبراهيم بالمنجنيق في النار المستعرة، لا لجرم سوى أنه طرح فكرًا مغايرًا لما هو سائد.
المفترض أن نناقش الآخرين لا أن نفرض عليهم قناعاتنا، فالأفكار تبقى أفكارًا لا يقتنع بها إلا من آمن بها، فلا وصاية لأحد على أحد، نعم ينبغي مناقشة المخالف بالرفق واللين والقول الحسن، ثم علينا أن تتسع صدورنا للمختلف فلن نملك سلطة تبديل القناعات بمنطق القوة، أنما التأثير بقوة المنطق وحسب.