الصمود في أوقات المحن والفتن
في أوقات المحن والأزمات يجب أن يتجه الجميع الى الله سبحانه وتعالى بالتضرع والدعاء برفع الأذى والضرر، وأن يرتفع أفراد الشعب فوق الولاءات والأنقسامات الضيقة والسلبيات المحرجة والمدمرة.
كما يجب على مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية، أن يكون لها دور سريع وفعال وسياسة ذات خصوصية صافية ومعاملة طيبة، تجمع من خلالها الناس على المحبة والتعاون والأخاء، وأن يكون لإعلامها ووسائل الأتصال الديني والإجتماعي والفكري فيها، النصيب الأكبر في نبذ العنف والكراهية والتطرف والأرهاب.
وعلى الدولة أن تستجيب لدعوات المواطنيين الناصحين وتكون جهوزيتها العملاقة والمتنوعة، لها آذان صاغية وقلب مفتوح ووقت متسع الصدر، لكل فئات المجتمع المتعددة طبقاته وثقافته، وأن تدير الأمور والأحداث، بحنكة وسياسة متزنة وعاقلة، تحفظ حقوق الجميع ومصالحهم، وتحفظ كيان ومقومات الوطن من التشتت والأنهيار.
أن التاريخ على ممر الأزمان علمنا، أن عظمة الأمم وعلو شأنها، لا تكتمل الا برقي شعوبها، وبمقدار تألفها وأنسجامها مع بعضها البعض ومع أنظمتها، وحيث تنكشف تلك الحقيقة وسيدل الستار عن وجهها في أوقات المحن والأزمات.
أن الأفعال التي تنطلق من تحركات أفرادها والكلمات التي تنبعث من لسان مسؤوليها، فهي لأكبر دليل على ما يدور بخاطرها وتفكيرها، وهي كحوض الماء في الإناء، أن وجدته صافيآ ذو رائحة زكية، فهو يمثل صفاء القلوب ورجاحة العقول وسلامة العقيدة والمعتقد، وأن وجدته غير ذلك والعياذ بالله فلا خيرة فيه ولا في صانعه ولا في مروجه.
أن الأنظمة التي تراعي حقوق الله في نفسها ورعاياها، فهي بأذن الله تكون مخلصة في الأداء والعمل وتحفظ الأنفس والأموال من الفساد والعبث وتحفظ الشباب والأوطان، من الإنزلاق الى أي اخطار داخلية أو خارجية، تحذق بها لا سمح الله وتفوت الفرصة على المتربصين والمتخادلين الجهلة.
على الجميع في هذه المرحلة الحساسة التعاون وأن يكونوا يدآ واحدة في عبور النفق بأمان وأطمئنان وخاصة في هذه الأوقات الصعبة «أوقات المحن والفتن» وأن يستمروا على هذا الموقف السديد، ليزدادوا بعون الله قوة وتماسكا، ولكي تكون هناك رؤيا واضحة في معالجة التوابع الناتجة عن الأزمة وبروح يسودها الأيمان بالله عز وجل ورسوله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، ثم المحبة والعزيمة الأخوية النقية الصادقة التي توحد الصف والكلمة وتحفظ الديار والأنفس، وترتقي بها شعوب الأمة.