هدف ثم خطة ثم تنفيذ! نصيحة للشباب!
كيف تعرف إنك ستنجح باختبار ما؟ يقاس النّجاح يا سادتي بنسبة تحقيق الأهداف، أي أنك تقيس نجاحك بنسبة ما حققته من أهداف وضعتها لنفسك مسبقاً، وصممت طريقك لتصِلَ إلى أهدافك. أما إذا كانت أهدافك من تصميم شخصٍ آخر غيرك كما هو موجود وبكثرة في مجتمعنا الشرقي، كأن يُصمم لك والداك أو أحدهما طريقك، وقمتَ بتحقيق هذه الأهداف فأنت لست بناجح، بالحقيقة أنت نجاح غيرك وتحقيق لأهداف سواك.
يتحقق النّجاح بعد تحديد الأهداف؛ وبتصميم الطريق إلى هذه الغاية، فلا يمكن أن تصل إلى وجهتك وأنت قابعٌ في مكانك. وتصميم الطريق لتحقيق الغاية المنشودة، وهو ما نسميه هُنا بالخطة! وهدفك وخطتك طريق لك أن تُصبحَ ما تطمح، وأن تبلُغ مرامك، وأن تصِل إلى مراتبٍ لم يصلها سواك من القاعسين، ليس لأنك ابن فلان، ولأن فلاناً قد فعل كذا، ولا لأن المجتمع يطلب هذا الشيء، بل لأنك عرفت ما تريد، وقرّرتَ ما تُصبح، واخترت الطريق، فوصلتَ لمبتغاك وحققت هدفك.
أراد أحد الحكام أن يختار رجلاً ليستخدمه أميناً عل أموال الدولة وخزانتها، أي وزيراً للمالية، فأذاع بياناً يدعو فيه الراغبين في تولي هذه الوظيفة الى الحضور، فحضر الى قصر الحاكم عدد كبير من الرجال ذوي الخبرة والوجاهة، وكان من بينهم شاب فقير، وقد خالفه أبوه أن يفعل، وإنها حماقة ومخاطرة! فقال لوالده، أنا أعرف ما أريد.
فطلب من المتقدمين للوظيفة أن يجتازوا ممراً بالقصر قد ملاُ جوانبه بالمجوهرات النفيسة، فـفعلوا حتى وصلوا إلى صالة القصر، فطلب منهم الوزير أن يرقصوا أمام الحاكم، لأنه شرط لشغل هذه الوظيفة، فوجم جميع المتقدمين، ولم يرقص منهم أحد، إلا واحداً، وهو صاحبنا الشاب الفقير، إذ رقص بثقة وخفة وبثياب متواضعة، والحاكم يحدق به مبتسماً، فترجل من عرشه حتى وصل إليه، وقال: أنت لها يا بنيّ، فأنت الناجح الوحيد، وأنت وزير الخزانة الكفؤ، أما هؤلاء المنافقين والمتملقين، فقد ملأوا جيوبهم بالجواهر، وسنحاكمهم، فسأله: كيف أصبحت هكذا؟، فقال: وعدت نفسي وأبي أن أنجح، ولدي هدف وخطة، وأعرف ما أريد، فنفـذت ونجحت بإذن الله.