ارفع عينيك إلى الصورة الكبيرة

كل منا يعرف أن العمل الجماعي شيء حسن، وبه تُذَلّل الصعاب، وتتحقق الأهداف، وتتسهل الغايات... لكن السؤال، كيف تصنع من العمل الجماعي عملاً ناجحاً وماهي الأسس التي تجعل الفريق فعالاً في تحقيق الأهداف.

يتحدث علماء الإدارة، وتطوير الذات، عن عدة أسس عملية تصنع من العمل الجماعي محققاً للأهداف. من أهم هذه الاسس هو قانون« الصورة الكبيرة »، والذي تحدث عنه د. جون ماكسويل في كتابه عن قوانين العمل الجماعي، وأجد من معاينتي عن قرب وإشرافي على بعض الاعمال الجماعية أن عدم الوعي بمبدأ «الصورة الكبيرة» هو عائق فعلي للتطور والرقي وتحقق الرؤى والأهداف، وخصوصآ في ظل الثقافة السائدة التي تعبرعن إعجابها الشديد بالعمل الفردي، وما يلقاه الفرد من مدح وإطراء وثناء، وحيث يعتقد بعض العاملين أن كل شي يدور حول احتياجاتهم، ورغباتهم، يميل الناس إلى أن تغيب عن أعينهم الصورة الكبيرة التي يجب الالتفات لها في أي عمل جماعي يراد له النجاح.

في الألعاب الرياضية الجماعية، حيث نتائج المباريات هي مؤشرات فورية قابلة للقياس نجد أن الفرق الرابحة هي ذات اللعب الجماعي الذي يسعى لاحراز الاهداف وفق الخطط الجماعية، ويقدم اللاعبون فيها مصلحة الفريق على أنفسهم، يلعبون جيداً، ويبذلون جهوداً جبارة، ويضحون بأدوارهم الفردية من أجل الهدف الاكبر، بينما عند الخسارة ترى ان من ضمن الاسباب هو عدم ايمان الفريق في اهداف وقيم الفريق المشتركة،، وكما في الالعاب الرياضية يجب على أعضاء اي فريق عمل في اي مجال أن يجعلوا المصلحة الاعلى للفريق نصب أعينهم ذلك هو قانون الصورة الكبيرة، الهدف أهم من الدور.

إن صنع الصورة الاكبر، يتطلب وجود رؤية واهداف وطرق تحقيق يشارك فيها الكل لكي يكون الفريق متحمسآ لأدائها على أكمل وجه، وهذه المهمة غالياً ما يكون للقادة دور رئيسي في دفع صناعة الرؤية والتعبير عنها أي أنهم يجب أن يروها ويساعدوا أعضاء الفريق ليراها. وهنا لابد من ان يرسم لكل شخص في الفريق دور يلعبه، وكل دور يساهم في صنع الصورة الأكبر ولايستطيع الفريق أن يحقق اهدافه دون اتباع هذا المنظور. ومع رسم الادوار والمسؤوليات للاعضاء، لابد أن تمارس هذه الادوار بكل مسؤولية ودقة، ومن الطبيعي في كل عمل أن تحصل بعض الهفوات الشخصية أو التجاوزات للادوار المرسومة، فعندهايتوجب على الاعضاء أن يعوو الصورة الكبيرة بهدف تحقيق المصلحة العامة للفريق مع معالجة هذه الهفوات في مستقبل العمل والاستفادة من الدروس، وبذا ينهض عمل الفريق أو المنظمة وتزهو بأفرادها الواعين للصورة الأكبر.. يجب رسم الصورة الكبيرة والتي تتطلب أن يتخلى الاعضاء عن التشبث بما يمهد للتمجيد الفردي واضعين في عين الاعتبار أن الأفراد يحرزون النقاط لكن الفريق يفوز بالمباريات..

وكما قيل، «إن كنت تظن أنك أنت الصورة بكاملها، فلن ترى الصورة الكبيرة أبدآ».

الرئيس الفخري لجمعية القطيف الخيرية