أسوأ خمسة آثار لمصادر الثقافة الحديثة
تُعدّ الثقافة كقيمة ووسيلة جسر عبور متيناً وآمناً لتطوير وتنمية الفكر والسلوك البشري، لذا من الضروري والمهم أن تكون مصادر المعرفة والثقافة حقيقية ومفيدة.
ولا شك أن مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، هي من تقود الآن الفكر العام والوعي الجمعي في كل مجتمعات وشعوب العالم، كل العالم، وهي الآن مصادر المعرفة والثقافة في عصرنا الراهن. تلك هي الحقيقة الثابتة التي لا يمكن التنكر لها أو الهروب منها. وهنا يقفز هذا السؤال الكبير: ما خطورة وتأثير مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي على مستوى وعي وثقافة الفرد والمجتمع؟.
هناك الكثير من الآثار السلبية والانعكاسات الخطيرة التي تُسببها هيمنة وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يمكن تسميته ب ”الإعلام البديل“ على كل تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة. وبشيء من الاختصار والاختزال، سأضع خمسة من تلك الآثار السلبية:
الأول هو ”غياب الوعي“ لدى كل من يُدمن هذه المواقع/المصادر الحديثة للثقافة، لأنها لا تحتوي على محتوى حقيقي يُقدم المعرفة والثقافة ويصنع الفكر والوعي. نعم، هناك منصات وشبكات اجتماعية ثرية ومفيدة، ولكنها قليلة جداً وغير مؤثرة.
الثاني وهو تمظهر ”ثقافة الإشاعة والأكاذيب“ والتي أصبحت العنوان الأبرز لهذه المصادر والمواقع التي تتسابق لحظياً في صناعة الكذب والزيف.
الثالث وهو ”زيادة معدلات الظواهر السلبية“ في المجتمع، مثل التزمت والتشدد والعنف والغلو والفساد والعنصرية والكراهية والطائفية والقبلية والطلاق والتفكك الأسري وغيرها من الظواهر السلبية الخطيرة التي تترعرع وتتكاثر بسبب ”ثقافة القص واللصق“ التي تُشجع عليها هذه المواقع والشبكات الاجتماعية.
الرابع وهو ”طغيان الأفكار والسلوكيات المتدنية“ في نقاشاتنا وحواراتنا، بل وفي كل تفاصيل حياتنا، والتي تُحرّض عليها هذه المواقع والمنصات الاجتماعية. ألفاظ وعبارات وممارسات تخدش الحياء والذوق العام، تتسبب وبشكل كبير في إثارة النعرات والصدامات.
الخامس وهو ”سيادة التفاهة والسطحية“ في فكر وسلوك أفراد ومجموعات المجتمع، فما يتم تداوله وتسويقه في أغلب هذه الشبكات الاجتماعية عبارة عن ثقافات هابطة وسلوكيات مشينة.
إن ”مواقع التواصل الاجتماعي“ هي الآن واحد من أهم ”مصادر الثقافة الحديثة“، ذلك هو الواقع الجديد الذي فرضته طبيعة وظروف المرحلة الراهنة التي شكّلتها وصاغتها ”ثقافة العولمة الكونية“.