ولايــــة فاطمــــة
الأستاذ فؤاد شبيب الشبيب * مقال نشر في كتيب برنامج الليالي الفاطمية ( عروجاً إلى فاطمة ) بأم الحمام 1430هـ
الظاهر : أنه كما أنها عليها السلام فطم الناس عن معرفتها ، كذلك فطم الناس عن معرفة مقام وشأن ولايتها ، فعن الإمام الحسن العسكري عليه السـلام يقول ( فاطمة حجة علينا ) ، وعن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ( لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ أدم فما دون ) وما ورد عن صاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف ما مضمونه ( ولي في ابنة رسول الله أسوة حسنة ) ، وغيرها كرواية (لولاك ) ، وحديث الكساء الشريف ، وروايات ( الكفؤية ) وغيرها .
كل ذلك بحاجة إلى عقل ذا سمات الفقاهة للتـدقيق والتحقيـق ولتطبيق نظرية (فقه الحديث ) على ما ورد للخروج عن حد الجهالة في معرفتنا وعلاقتنا بسيدة النساء عليها السلام ... وهيهات ... هيهات ...
فإذا كانت حجة على حجج الله على خلقه !
وإذا كانت هي الأسوة لخلفاء الله في أرضه وسمائه !
وإذا كانت هي محور أفضل الموجودات على الإطلاق ، وبالتالي هي محور الوجود !
فهل بالإمكان معرفة ولو جزء فيما يتعلق بها عليها السلام ( كولايتها ) ؟ يبدوا لي أن الأمر أجل وأعظم من أن تدركه عقولنا القاصرة ، ولكن من المهم أن ندعوا أنفسنا وأهلينا لنتأمل فيما ورد لنا عن الصديقة الكبرى عليها السلام ، وهذا ما يميز بين حد ( الفقاهة ) وحد ( السفاهة ) ، بمعنى السطحية في المعرفة ، فكلما تعمق الفكر في أصول الدين كالتوحيد والنبوة والمعاد والإمامة والعدل ، فيكون الارتباط بها أكثر معرفة وخصوصاً إذا علمنا بأن أية ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (56) سورة الذاريات ، بمعنى كما في الرواية ( إلا ليعرفون ) أدركنا قيمة معرفة تلك الأصول ، وبشكل أخص في ذلك ( السر الأعظم ) الصديقة الزهراء عليها السلام ، فهي المجهولة من الشيعة قبل غيرهم ومصاديق ظلامتها عليها السلام لا تعد ولا تحصى .
فلو تأملنا في هذا النص :
أن النبي صلى الله عليه وآله عندما عرج به إلى الملاء الأعلى رأى الجنة مكتوب على بابها : لا أله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حزب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله .
وهذا مروي لدى الشيعة والسنة ، ولكي نخرج بأنفسنا عن السطحية في التفكير والمعرفة ، لا بد لنا من التفقه في الأحاديث وأن نفهم أو ندرك أو نعي : لماذا يجب أن يُفتتح ما كتب على باب الجنة بـ ( لا أله إلا الله ) ويُختتم باسم ( فاطمة ) فإذا كنا لا نستطيع الجزم بإجابة شافية عن ذلك ، وهو كذلك ، فأننا نستيع الجزم بأن ذلك ينبأ عن أمر عظيم وخطير وجليل يشير إلى مقام ( الحوراء الأنسية ) كما أن المقولة المشهورة ( كلما تعمقنا في العلم ازددنا جهلاً ) كذلك كلما تعمقنا في البحث عن ( ولاية فاطمة ) ، نعم نزداد ولاءً وحباً وأثباتاً أننا أقل شئناً من أن نحيط بمعرفتها أو معرفة عظمة ( ولاية فاطمة ) أو أي حيثية تتعلق بها عليها السلام .
وفي الختام :
أدعوا نفسي وأخواني غي أعمال النظر والبحث العلمي لكي نتلمس – عن بعد – ونستشعر قيمة معرفة فاطمة ومن هي فاطمة ؟ وأين فاطمة ؟ لماذا حرمنا اللوذ بقبرها ؟ بل لماذا حرمنا حتى معرفة وجود قبرها المقدس ؟ ووو مئات بل آلاف الأسئلة الحائرة والمحيرة !!!