الشيخ العوامي: الارتباط بين العبادات والإمامة ضرورة للوصول إلى الطهارة الروحية
تحدّث سماحة الشيخ الدكتور فيصل العوامي عن الارتباط الوثيق بين العبادات والإمامة، بحسب النصوص الدينية، معتبراً ذلك ضرورياً لتحقيق الطهارة الروحية والمعنوية للإنسان المؤمن.
جاء ذلك في خطبته التي أشار فيها إلى أن القرآن الكريم تناول قضية الحج على اعتبار أنها إحدى الفرائض المطلوب من الإنسان أداؤها ولو لمرة واحدة في العمر، ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾(آل عمران: من الآية97)، على نحو العنوان الأولي، مضيفاً إلى أنه ربما تطرأ عناوين أخرى تستلزم أحكاماً ثانوية بخلاف ذلك فيكون الحكم آنئذٍ الوجوب، كأن يُهجر البيت الحرام فتصبح أعداد الحجاج أقرب ما تكون إلى أعداد المعتمرين،حينها يتحوّل الحكم إلى الوجوب الكفائي مرةً أخرى حتى بالنسبة لمن سبق لهم أداء فريضة الحج فيما مضى.
وتابع العوامي قائلاً إن الرسول الأكرم نهر أحدهم حينما سأله عن فريضة الحج: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو قلت: نعم، لوجبت ولما استطعتم) ثم قال: (ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه). وفي المقابل ورد عن الإمام الصادق قوله: (أنزل الله فرض الحج على أهل الجدة في كل عام)، إلا أن الفقهاء لم يفتوا بالوجوب بالعنوان الأولي، ومع ذلك فإن الحج ربما يجب على المكلّف أكثر من مرة بالعمر بالعنوان الثانوي، لأن الأحكام تابعة للمصالح، فإذا كان تحقيق المصلحة المرجوة بالعنوان الثانوي تحوّل الحكم إلى ذلك.
وأضاف: إنه من الملاحظ أن هناك تأكيداً على ضرورة الربط بين الحج كفريضة عبادية بالإمامة، (من حجّ ولم يزرني فقد جفاني) كما ورد عنه ، وكما ورد في تأويل قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ (الحج:29)، (لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) أي يلتقوا بإمامهم،والتي فسِّرَت بتقليم الأظافر، فكما أن تقليم الأظافر طهارة خارجية كذلك اللقاء بالإمام فيه طهارة داخلية. وكأن هذا اللقاء فيه تجديد عهدٍ بالمعصوم. لذا كان دأب الشيعة الحرص على الذهاب للحج والسعي للقاء بالإمام للاستفادة من علومه وتوجيهاته علمياً وروحياً. وكذا الأمر ينطبق على الصلاة وغيرها من العبادات.