أيها المحبطون .. سئمنا منكم
يحدث أحيانا أن يفقد المرء الأمل بنفسه وبمن حوله، مخلفا بذلك غمامة سوداء تحوم حوله أينما ذهب.. غمامة تمطر عليه الألم والأسى.
ويحدث أن يحتجز الإنسان نفسه في حفرة ضيقة.. مظلمة.. تكتم الأنفاس! تخلق لديه الرهبة من النور، والخوف من البريق، وعقدة تعزز حضور اللون الأسود في نظرته.
خوف من السعادة ينتاب كل من لم يعتد عليها؛ لفقدانه الثقة في ذاته وفي كل شيء! ولأننا لا نعرف المعنى الحقيقي للسعادة نبحث عنها في المادة أو الأرواح، نبحث أياما وأيام.. شهورا.. وسنينا.. فلا نجد ضالتنا!
نشعر بأننا تحت العالم لا فوقه، أيامنا ليالي مظلمة بلا قمر! الشمس غابت عنا منذ أمد بعيد ولم تشرق.. وأنين الصمت يدوي في كل مكان ولا أحد يسمعه!!
نعم.. إنه اليأس والقنوط! لكن،، فجأة شخص ما ذكرنا بأنه إذا ”فاتنا القطار“ فهنالك قطارات أخرى وإن اختلفت..
هو الأمل وقودنا في هذه الحياة، ورأس مالنا نحن البشر الضعفاء البؤساء.. الأمل الذي نجهل أنه تحت طوعنا وبين أيدينا، نحن من يحييه أو يمييته.. هو كالزرع رهن بنا نسقيه فينمو أو نتجاهله فيموت ويهلك.
يوجد الكثيرون ممن يزرعون الإحباط واليأس فينا وينشرون السلبية بقصد أو دون قصد، نعتقد أننا للوهلة الأولى يمكننا أن نتجاهلهم فحسب وينتهي الأمر. لكنه لا نستطيع أحيانا تجاهل المثبطين فيتوجب علينا هنا أن نحاربهم بضراوة ونفترسهم إن لزم.
أيها الشباب يا أقراني.. تذكروا:
أنه لم يفت الأوان بعد. توجد فرص وإن فاتت مليون فرصة، فكل يوم جديد فرصة جديدة وأمل جديد.
أن الحب والعطف أملنا جميعا، وملاذنا من ضربات القدر ورصاصات اليأس.
ألا تلتفتوا إلى المحبطين والمثبطين فهم إما عاجزون أو حاسدون، وحولوا النقد إلى مسار إيجابي يخدمكم ويطوركم.
أن تؤمنوا بالأمل بشدة فالمعجزات يمكن أن تحدث، والأهم آمنوا بأن لكم ربّ كريم قادر على كل شيء.
أنه من المهم أن تكون نياتنا صافية وصادقة تجاه الله وأنفسنا والناس، ولنتذكر أنه على قدر نيته يرزق الإنسان.
أن تمحوا من قاموسكم كل الجمل والأمثال الإحباطية ك ”يوم شاب ودوّه الكتّاب“ وأمثالها! بل لا تعيروها أي اهتمام.
أن النجاح والإبداع لا يعرف عمرا ولا جنسا.
أيها المحبطون:
سئمنا منكم ومن سلبيتكم!
كفاكم بعثرة لأحلامنا وطموحاتنا.