الالحاد والعوامل المعنوية
الالحاد ظاهرة موجودة في المجتمعات الغربية منذ وقت بعيد، وقد بدأت تنتشر وتستفحل هذه الأيام في المجتمعات الاسلامية خصوصا بين فئة الشباب. إن أسباب وعوامل انتشار الالحاد كثيرة جدا، مثل غياب أو سطحية الوعي والثقافة الدينية لدي الفرد، وكذلك يساهم القمع الفكري بشكل كبير في التنفير من الدين والمتدينين وفي خلق حالة عدائية وحاجز بين الانسان وفكرة التدين.
كما أن للحضارة الغربية تأثير بالغ في هذا المنحى، حيث أن نمط الحياة هناك يلغي الحاجة للدين في كافة المعاملات والمجالات المختلفة تقريبا، ويأصل لمفهوم وفكرة أن العلم الحديث «العلوم الطبيعية على وجه الخصوص» والدين لا يمكن أن يلتقيان أبدا لأنهما دائما وأبدا في حالة تعارض،، في حالة حرب بين الحقيقة والخرافة التي اخترعها الانسان لنفسه ليملأ فراغا معنويا لديه أو ليتسلط على الناس باسم الدين والقدسية.
إننا دائما نتكلم عن الالحاد بصفته نتاجا للتأثر بأفكار الغير أو التشدد،، ولكن هل هذه هي الأسباب دائما؟؟
أعتقد أننا نغفل عن العوامل المعنوية داخل الفرد والتي تهيئه لزرع “وهم الالحاد” في نفسه. أقصد تلك العوامل التي تجعل الانسان يلجأ إلى الالحاد هروبا من الواقع، ولكي يوفر على نفسه عناء البحث والسؤال عن “الشبهات” التي تدور في عقله. وكما أرى شخصيا أن معظم حالات الالحاد في مجتمعنا ترجع إلى حالة الانهزامية التي يعيشها البعض أمام المغريات والممنوعات، فهو لا يستطيع مقاومتها وفي نفس الوقت لا يريد أن يشعر بالذنب وتأنيب الضمير الناتج عن استسلامه لها، فأبسط حل بالنسبة له للتخلص من الشعور بالذنب هو إنكار أصل ما يشعره بالذنب أو التشكيك فيه. والانكار والتشكيك في هذه الحالة لا يرجع إلى ضعف فكرة الدين لدى الفرد نفسه، وإنما إلى قوة اللذة أو الشهوة التي يحرمها الدين.
هنالك نماذج أخرى تنسلخ من الدين تمردا على العادات والتقاليد التي هي بمثابة القيود بالنسبة لهم، فهؤلاء ما إن يجدوا البيئة التي تعطيهم كامل الحرية حتى يلحدوا وو … يعيشوا الحياة بلا قوانين!
لا نغفل أيضا عن أدعياء الالحاد.. وهم الذين يتبعون الموضة المنتشرة في شبكات التواصل الاجتماعية لجذب الانتباه، وكسب أكبر عدد ممكن من المتابعين «الفلوورز» وإثارة الجدل بينهم.. وما أكثرهم!!!
في النهاية.. أتساءل.. هل يوجد ملحدون حقا؟؟ هل الالحاد حقيقة أم وهم؟؟ أو مجرد موضة وهروب من الواقع؟؟!